و لكنّكِ كنتِ تحملينَ في اليدِ الاخرى بُشرى مخبّأةً خلفَ صوتِك , كتلكَ الّتي تلفُّ آدمَ بالمغفرة و تبلّلهُ بالجّنة ,
ثمَّ يأتيها حاسرِ الذَّنبِ مُستقيمَ الوجعِ , في كفّهِ أمنيةٌ و في الأُخرى آثارٌ لترابٍ أهالهُ على وجهِ الفجيعةِ انتظاراً لفقدٍ آخر و فراقٍ أخير .
أتُراها كانت حوّاءُ هُناكَ بذاتِ نقصِها المكتملِ بهِ / إليه , أم أنّها كانَت الفجيعةَ و حَسب !
كل ما علمتُهُ من هذا النّصّ/ل أنَ بعضي ارتدَّ إليَّ يردّدُ أشياءاً أُخرى لم يسبق أن شممتها على يديه و لا لامسَ بها بصري , أشياءاً تُشبهُ انجرارَ خطوَتي نحوَ الحزنِ بكلِّ ثقةٍ و اطمئنانٍ و أكثرَ من كلِّ مرّة , أشياءاً تُشبهُ طفلةً صغيرةً موبوءةَ الرّئةِ في صدري , تستنشقُ الفرحَ و لهفةَ اللّعبِ على صدرِ أبيها , ثمَّ يخنقها واقعُ البُعدِ و بعدُ الواقع .
و أنَّ عيداً ما انتبجَ في عنقي فوهَبني فرحةَ وريديَ بعدَ سُباتِ القلقِ و الوحدة , و أنَّ شلّالاتٍ من السّنابلِ تدفّقت على يدي , و غنّت لي و أعادتني مئةَ خيبةٍ إلى الوراء , حيثُ كنتُ أنا الأُخرى سُنبلةً خضراءَ تحملُ الأمل .
كلّ ما أعرفهُ أنّني لم أخرج من هُنا , و أنتِ الّتي تعلمينَ كيفَ تتلو الأسماءُ كلَّ الأشياءِ في حنجرتي , فلا تُبقي عُصفوراً واحداً يُخبِئهُ الشِّتاءُ لبكاءٍ / فرحٍ آخر !