جُمان
ــــــــــــ
* * *
أُرحبُ بفكركِ المُضيء .
:
قبْلَ الحَدِيث / الإجَابَة ، لا بُدّ مِن الحَديْث عَن الْمَراحِل التيْ مَرّ بهَا الشّعْر
كَـ تدْويْن مِن أوّل المُشافَهةِ حتّى المَكتوْب منْه باخْتلافِ طُرق وَ وَسائِل
كِتابَتهِ ، لأنّ الشّعر - كَـ كَائنٍ حيّ - يتَعايشْ وَ يتَأقلَم معَ ظروْفِ زَمَانهِ وَ مَكَانِه .
لِذلِكَ تَكوْن قَصيْدة المُشافَهةِ مُختَلفةَ الشّروْط - كَبِنَاء - عَن القصِيدَة المَكتوْبة
حَتّى أنّ القَصيْدة المَكتُوبَة ذاتهَا مُختَلفةَ الشّروْط لـ اختلافِ وَ تطوّر الكِتَابةِ ،
فَمَثلاً لا يُمْكِنُ لِـ [ خلف الاسلمي ] أنْ يقُولَ قصيْدتهُ السّابقةُ فيْ عَصْر المُشافَهة ،
كَمَا لا يُمكنُ لمَجلْةٍ مَا نَشْرُ مُعلّقةٍ تُكلّفهَا الكَثيْر مِن الصّفحَاتْ .
وَ عِند النّظرِ إلى تعدّد وسَائل الكِتابَةِ الآن ، فإنّنا نسْتَطيْعُ إطلاقَ صفَةِ القَصيْدَةِ
علَى مَا لَم نسْتطعْه فيْ السّابِق ، معَ اتّفاقنَا المُسْبق عَلى أنّ الشّعر حَاضرٌ
فيْما أسْميْنَاهُ [ قَصِيدَة ] سواءً أكَانتْ مُعلّقة أمْ بيتاً أمْ مقْطَعاً .
وَ لعَلّ امتِداحنَا لبيْتٍ مَا وَ القَوْل عنْه : " هّذا بيْتٌ عنْ قصِيدَة " أو اختيَارنَا لبيْتٍ
آخَر وَ وَصْفهُ بِـ " بيْت القَصيْدة " ، لَهوَ دَليْلٌ عَلى أنّ الشّعرَ لا يُقاسُ بـ كَمّهِ بلْ بـ كَيْفهِ .
الْقصِيدَةُ : شِعرٌ _ لَيْستْ كُلّ قَصيْدَةٍ شِعْر _
الشّعرُ : ليْسَ كُلّه قصيْدة - بالضّروْرة - ...
إذَنْ :
الشّعرُ إنْ تَوفّرَ فيْمَا هُوَ مكْتوْب ، أسْمَيْناهُ [ قَصيْدة ] وَ إنْ خَلا المَكتُوبُ منْ ذَلكَ
لنْ يسْتَحقّ التّسمِيةَ حَتّى وَ إنْ اسْتُشْفِعَ بوَزْنهِ وَ قَافيتهِ وَ عدَدِ أبيَاتِهِ .
:
جُمان
شكْراً تتْلوكِ آنَاءَ الليْل وَ أطْرافَ النّهار .