منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - زوايــا ..
الموضوع: زوايــا ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2008, 07:44 PM   #1
موزه عوض
( كاتبة إماراتية )

الصورة الرمزية موزه عوض

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18220

موزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي زوايــا ..






زوايـــا




مع كل لمحة خاطفة نحتاج إلى ضوء شديد لهذه العتمة ..ومع كل لحظة صامتة نحتاج إلى ضوضاء تمتلك الأماكن من كل الزوايا..
لا أشك إن لكل زاوية حكاية..وللحكايات نبضات تُقلب مواجع الإنسان وتبتر أيادي التيه..ففي لحظة شرود نفسي ..تنزوي أغلب الأفكار في مكان خاص لا تطأها أقدام الغباء حين يبقى الباب مؤصد والزاوية لا يمتلكها سوى صاحبها ..
والزاوية التي أسكنها معتمة لذلك لا أحد يتجرأ بأن يقترب منها..
.



1

بيوم من الأيام سقطت فكرة بحفرة العقم وبقت هناك تسبح في يم الظلام
والحيرة وعدم إنجاب الكثير من الحروف ..حاولت بشتى الوسائل والعلاجات المستمرة أن تجد بعض الحلول المناسبة أو الخروج من المأزق ولكن لم تجد المخرج حتى أوهمت نفسها إنها هالكة لا محالة ..حينها زادت إصرارها على التحدي والخروج من خلف مسميات مغرضة وسلبيات معترضة فبدأت بالتفكير السليم والمنطق الرزين حين جادلت بنات أفكارها بروح رياضية متخطية كل الصعاب التي تعترضها وهدفها أن ترى النور يضئ ورقة ما وزاوية أخرى من فكرة لحياة .



2


بالزاوية الأخيرة للجانب الرئيسي لهذا المنزل الكبير ..كان هناك طفلٌ صغير يعيش دائرة مغلقة من الانطواء وفي زاوية الوحدة والتقلب العاطفي الممتد مع أسرته الكبيرة وكان الوضع عاديا في أول الأمر ولكن زاد إلى الأسوأ حين ارتطم قلبه بحاجز المصاعب التنفسية والأضداد العاطفية
هناك من حاول أن يمد له المساعدة ولكن لا جدوى فحالته ساءت والزاوية التي يسكن فيها لا يفارقها ..
لمحته نظرة حانية .تفقدت أحلامه حاولت أن تتقرب إليه بوسائل الحكمة والصبر..منحته الوقت اللازم للفضفضة ..عاملته باحترام مبالغ فيه
حطمت حواجز الصمت بعطف ..وأخيرا استطاعت أن تبدد رائحة الخوف وتبعده عن زاويته اللعينة بشئ أكثر بكثير من الرعاية والحب .





3

وجوم ساد بعض الشي المكان هنا وبزاوية أخرى في مكان هناك كان العجوز ساكنا صمته المعتاد ..اعتاد على ذلك المكان وعلى مد يديه للحاجة ففي كل يوم أرى ملامح الشحوب وحالة الاندثار الجسدي تزيده سوءاً ..
وفي كل يوم أجد في تلك الزاوية فتافيت من خبز بايت جاف وبعض الدريهمات التي تفي قوت يومه ..وفي كل لحظة تعتريني آهات اليأس والوجع من هؤلاء ..واستشعر في نفسي الحاجة إلى البكاء والمساعدة وأحاول أن أكون بقرب زاويته في بعض الأوقات المتاحة لي..
وبمرور الأيام وفي نفس الزاوية لم أجده ..حاولت البحث عنه ولا جدوى من البحث سألت الكثيرين هناك ...ومضيت مع بقايا أطلال تناثرت وخبزٌ جاف على مرمى البصر مرميا بساحة الانتظار و كانت رائحة الحنين باقية لوفاة صاحب الزاوية .



ربما كان للزوايا حكايا أخرى ..
لنرى ما يكون ..



من أوراقي القديمة




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

سبحان الله الحمدالله ولا اله الا الله


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

موزه عوض غير متصل   رد مع اقتباس