[سالم عايش]

مضارب قبيلة الإبداع


حدثني أحد الأحبة ولم يحدثني شيخي داعياً شخصي المتواضع للانضمام إلى منتداه

القبلي ، ومعاتباً عدم انضمامي لأبناء القبيلة كتاباً وشعراء ونسابين وقاصين

ونصابين ومزورين تاريخيين.

وبعد صمت خال من الخجل جاوبته أنني في الأدب لست منكم ولست إليكم بل إن

قبيلتي الأدب وأبناء عمومتي المبدعين، ولست عنصرياً ومتى ما سكنت العنصرية

الأدب متى ما ساهمنا في انحطاط الذائقة والنتاج.

ذهب صاحبي حاملاً جزء ليس بالقليل من العتب علي ، وظننت أن العنصرية

ذهبت معه ، ولكنني للأسف المقيت أجد هذه العنصرية تتعدى منتديات القبائل

وتنتقل إلى المنتديات الأدبية وتصل إلى قصائد الشعراء، وبخصوص المنتديات تجد

أبناء القبيلة يشكلون لوبي يثني على بعضه البعض ضاربين بالحس الأدبي

عرض الحائط مما ساهم في ضياع أسماء جميلة كان الجميع يحترمها قبل

الانخراط في هذه المزالق ، وعند الحديث عن الشعراء فحدث ولا حرج

منهم من أسهب في فروسية قبيلته أو أصالة فرس جده وصناعة أجداده الأوائل

للتاريخ مما يوهمك أن الآخرين كانوا حفاة عراة ، مما أفرز أسماء تافهة شعرياً

تصنف أنفسها شاعر القبيلة ولسان حربها وسلمها ، لله العجب !

والواقع المحزن يقول أننا في الساحة الشعبية لازلنا في بداية الطريق لرسم خط

واضح للساحة لصناعة أدب شعبي قابل للدراسة والعيش عمر أطول قائم على

شعراء واعين وكتاباً أكثر وعياً ونقاداً يرسمون الطريق للشعراء وظهور

مدارس شعرية قائمة على المدارس الشعرية الأربعة المعروفة للجميع ، خلاف هذا

الواقع المزري الذي يحتاج المزيد والمزيد من المواضيع المشابهة لهذا الموضوع

حتى نضع الضماد على الجرح .

ختاماً :

لا نطلب من أحد التبرئة من قبيلته حتى يكون مبدعاً ولكن نطالب بالمزيد من

الوعي والتعامل مع الأدب كحالة ونبذ أي عنصرية قبلية أو مناطقية ، وأن نكون

عناصر بناء لا عناصر هدم فالنقد لا يأتي ونحن متشنجين شديدي الحساسية منه

، والنقاد على قلتهم لا يأتي أحد منهم ونحن لا نرغب بهم ، مع أننا في الآونة الأخير نرى أن أصوات كثيرة تنادي بضرورة وجود الناقد ونحن ننادي معهم

(( يا ناقد الخير أقبل )) .

مهرب :

يقول ليو تولستوي :

الجميع يفكر في تغيير العالم ، ولكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه .