منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - فلسفة مفتقداتي
الموضوع: فلسفة مفتقداتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-31-2008, 05:32 PM   #1
أحمد الأحمد
( كاتب )

الصورة الرمزية أحمد الأحمد

 







 

 مواضيع العضو
 
0 يـقـين
0 [رحيل بلا مقدمات]
0 أنا... وهي
0 حمّى!

معدل تقييم المستوى: 16

أحمد الأحمد غير متواجد حاليا

Post فلسفة مفتقداتي




دائماً .. جغرافية الخطى التائهة
تقود المرء صوب الرمال
فيصبح العطش سراباً متواصلاً
ويواصل الجرح فلسفة الغياب !!

إذاً...

أنا الآن أنتبه لوجودي, وأحاول لفتَ انتباهكم, علّكم تنتبهون لوجودكم أيضاً.. ولا تزعجوا صفاء افتقادي..
أنا الآن في حالة انتباه!..

لي مفتقداتٌ شتّى.. أحياناً أفقدني.. و أحياناً أغُصُّ بي.. وأحياناً أخرى يدمنني الفراغُ فأهيمُ بحثاً عن ألمٍ يخترقُ صلصالي ليُشقِّقَ روحي بالحياة.. علَّني أحيا!!..

طارئٌ كصمت، مبهمٌ كافتقاد، عارضٌ كغيمة، أيّاً كنتَ _ تستخلصُ عشقاً من رذاذِ حنجرتي.

وتُسطِّرُ كفن روحٍ ستلتفُّ بشرانقِ حنينٍ وتضمُر.. وتضغطُ على برعم الإنتظار اليابسِ كي أنتظِرْ_ أشتقِ لي من شحوب سمائكِ درباً أختمُ به إنتظاري..

وأنطفئ شهاباً مرّ بسلامٍ دون عودة.. بعد أن أضاء في ثقب الزمنِ أروعَ حكايةٍ شغلَتْ رؤوساً بلغزِ استكمالها.. وشهقَتْ برغبة الصبرِ... ردّاً على البقاءْ!!..

لي في محور الألمِ مِقعدٌ يتلكأُ لارتحالي.. ويبردُ ليُدفئَ فراغَ قلبي حين تطفو منه آلامُ الخلْقِ المتضاعفة على حجراته كعفنْ!

ولي حاجةٌ مُلِحّةٌ تُضفي على قلبي الحزنَ عِدّةً مُسميّاتٍ حَملها حتى انحنى ظهرهُ..

مسميّاتٌ لم يستحقّ أحدٌ اقتناصها .. ليكون..

أو يسلبَ بها شهوةً غرزَتْ أظفارها في وحلِ العشقِ كي تبقى.. فما بقيَت..!

وكتناغمٍ مع حالة تمرُّدٍ على ما أكونهُ حالياً.. أتحِدُ مع سكان نبضي في هدنةٍ قصيرة..

لنناقشَ سُبُلَ بيوتٍ تهجرُ أصحابها فجأةً.. وركودَ الأيامِ في تناسخها من زاويةٍ واحدةٍ فقط..

زاويةٍ أكونها وحسْب...

اختراقاً لما هو شائع.. من عاداتٍ يُلفِّقُها الأقدمونْ.. نبحثُ عن الألم..!

كأنما هو الضلع المفقود في هيكلنا الشرقيّْ..

وبمنتهى الاحتمال.. للاحتراق الكاملِ لأفواه كانت تقلِّدُ الحلُمَ لنكبرَ.. ونعيفَ زماناً كنا فيه أطفالاً نتطفّلُ على أمشاجنا فنشوِّهها بعَلَقِ الشقاءِ ودُمَلِ الخيبة..

ونكبُرُ مع هذا.. أشباه أُناسٍ.. تحتفظُ بالتضاريس ذاتها.. وتنمو لها الأطراف ذاتها.. ويتوزّعُ الجلد على البَدَنِ بخريطةٍ ذاتها.. ويتنابزون على بعضهم بلا هوادةٍ.. ربما تختلفُ ألسنتهم بترتيبها ذاته..

نبحثُ عن الألم.. لنُغيِّر بفلسفته مسار عروقٍ تُخضِّبُ جلودنا بكيمياءِ الندم..

نبحثُ.. في ضجّةِ الألم.. لنُحِسَّ بسكون الوجع..

وبريق الجرح حين يخطفُ بلمحةِ عينٍ فرحةٍ كانت ستغرقنا بجفاف خدودها..

وتعرُّجِ أصابعها على شَعرِنا دون شفقةٍ.. كأنما غايةً السعادةِ تشرُّدٌ في الأماكن..

وسقوطٌ في مستنقعِ الشكِّ.. بأنّ كلّ حزنٍ فرض..
وكلّ فرحٍ بدعةٌ لا رجعة فيها!!

نبحثُ كذلك لنبقى.. توطيداً لجنونٍ اقترفناهُ عبثاً..
واحتراماً لصمتٍ هدَّ شيخوخةَ انتظارنا في بعض أحلامٍ أدّركَتْ أننا لسنا لها..

فأيُّ قلبٍ سيبقى.. في زحمة الخلائقِ على اعتلاءِ أساميهم؟

يُؤرِّخُ استحواذهم على بعضي..
ويُقرِّعُ تخاذلهم حين يُؤسَرونَ في أُفُقِ غرورهم الضيِّق؟

فانطلِق.. صوْبَ الفراغِ كي تملأه بأزيزِ اختلافك..

ماذا ستفعلُ إذا بتَّ منهم.. هم لا قيمةَ لهم دون أسماءْ..

ولا ضيرَ إن تعبَتْ ضِفافُكَ من هدير الألم..



أبحثُ.. هنا.. في غربتي.. عن الألم..
ليبقى لي إرثاً إن أفلَسَ جسدي من حضارةِ الصبرِ
علّهُ يستبدلُ عِبئي بكينونةِ التعب.. فأنتبهُ لوجودي!!..



 

التوقيع

غيابك/
هو وسادة جمر أتوسدها كل ليلة.


التعديل الأخير تم بواسطة إملائي ; 12-31-2008 الساعة 09:30 PM.

أحمد الأحمد غير متصل   رد مع اقتباس