ولأنه عاشوراء ...!
كان الحرف صائمٌ بعصر هذا المساء ...
يحمل بين ذراعية تمر المغفرة وبالجوار فنجان دعاء ...!
على عتبة الذكر ..
أرَ والدتي وقد بدأت بتلاوة الاستغفار ...!
ترفع صوتاً أحياناً وفي أخرى تمنحه حفيف الأوراق ...!
أقترب منها ...
أهمسُ في إذنها بهدوء ...
لا تنسي صغيركِ ولا آخر الآمال ...
كأني غير موجود بمملكة خشوع قلبها الآن ..
أعيد الطلب ولكن ...!
بصوت مرتفعاً حتى أني أكاد لا أسمعه ..!
ادعي لنا يا أماه فربّ دعوتكِ تكون كجيش منتصر ...!
لعلها تكون غيمة رحمة تغسل غبار الانكسارات والخيبة بقلبي المحتضر ...!
وقد تكون جسراً يوصلني إلى تلك الضفّة الغربية التي كم انتظرتُ على ضفافها ...!
ولا تغفلي يــ والدتي ...
بالدعاء عن تلك الأنثى التي أخبرتك عنها ...
بأن يحقق لها الله ما تريده وأن لا يفسد في بطنها حملها ...!
ألّحي في الطلب فلقد أعجز وهنها عباقرة الطب وقراء الكتاب في أمرها ...!
نظرت إليّ بنظرة مغموسة بدمعة ...
كأنها تقول : أرهقت أمّك يا " صالح " بكلمات الرجاء ...!
كانت عينانا غارقة لحدّ البكاء الصاخب بوقت كل القلوب الصائمة تنتظر الإجابة ...!!
أمضي من أمامها ...
لأتي إلي خاطري الآن ..
لأدون قطرات محبّة بمساء يوم عاشوراء ...
ليغفر الله لنا ولكم وأن يحقق لكل منّا أحلامه البيضاء ...!
الساعة : 22/5 مساءً
ليوم الثلاثاء ...