سمعت أحد الأطفال ذات مرة وهو خارج مع أبيه من أحد المحلات التجارية وهو يردد على مسامع ذلك الأب
أُريد أن أكون بائعاً
ذهلت . . تساؤلات كثيرة إقتحمت أسوار ذاكرتي
وتيقنت أنني مهما حاولت أن أتنصل من تلك القضية فهي قديمة جديدة ومُـلِـحه
فمن الذي زرع في ذلك الطفل هذه الرغبة الجامحة وبإسلوبه الذي يوحي بالسبق والترصد
إسترجعت بي الذاكرة إلى ماقاله أحد المفكرين العرب
(إن تشييد مدرسة واحدة تعلم صحة الحكم على الأشياء وتنمي موهبة النقد.........لأفضل جداً
من كل المدارس التي تعلم القراءة والكتابة والكتب والتي تعلم الحشو والتلقين بلا مقاومة....إن التعليم بجميع
مراحلة لاقيمة له إذا كانت كل غايته أن يعلم فهم النصوص دون أن يمنح عقلاً ناقداً محارباً أو مفكراً ..إن اخطر
مافي التعليم أنه يعلم الإستعباد للآخرين أياً يكونوا وعادة التسليم دون حرب ..إن اخطر مافي التعليم أنه يضعف ملكة النقد لأنه يلقن الأشياء
ويلقن التصديق برغم أنف...إن التعليم أحياناً عملية إسكات للعقل وقتل لطموح التفكير أنه عملية وضع جثث داخل النفس )
وترنمت ذاتياً بأنه إما أن تكون بيئتة الصغرى ( الأسـرة ) أو البيئة التربوية في المدرسة أثر في تلك الرغبة
وكانت الكارثة عندما كنت في اليوم التالي ماراً عبر أحد الأماكن العامة
فقرأت لوحة دعائية لأحد المدارس الخاصة في مدينتي (مشروع البائع الصغير)
علِـمت حينها لماذ يريد أن يكون بائعا . .!!
أناشدكم بالله فماذا تريدون منَـا؟
ألا يكفي الحشو والتلقين منذ عقود من الزمن
ألا يكفيكم أنكم لم تعلمونا كيف نحب وكيف نكره
ألا يكفيكم أنكم لم تعلمونا كيف نكون محبوبين من الآخرين
ألا يكفيكم أنكم لم تعلمونا كيف نكون أغنياء مشهورين ولا كيف نشجع شخص محبط
ألا يكفيكم أنكم لم تقولوا لنا عندما تجدوا مبدعاً لاتمسحوا خلفه بحماس
بإختصار إنهم لم يعلمونا أي شيء يستحق المعرفة
وبعد عشرين سنه إكتشفت أن فيثاغورس ليس الإسم الصحيح ولكنهم كانوا ينطقونه بلهجتهم
الركيكه التي لاتتناسب تربوياً مع مانتلقاه .
إن من علمنا بتلك الأسماء المغلوطه هو من جاء إلى بلادنا بمهنة بائع وأخذ على عاتقة أمانة التعليم . . ! !
وليتكم إكتفيتوا بذلك فقد زرعتوا وقتلتوا
زرعتم فينا البائعين وقتلتم فينا الحرية
لم نؤمن في أية قضية ما أية قضية
وإن أشد إنسان مسلم كرهاً لإسرائيل يقابلة نفس الكراهية هو أقل يهودي عداوة للمسلمين
فقد قتلتم فينا قضيتنا الأم قتلتم طموحنا قتلتم كل شيء لايُـقتل
فماذا تريدون ؟