.
.
(أ)
صمت ، تفكير عميق ، ربكة جسدية ، انطوائية . .
كل هذا مجرد بداية لمحاولة كتابة نص . .
حالة تصويرية لـ كاتب / كاتبة . . وربما شاعر / شاعرة
مجرد التفكير في اشياء يعايشها العقل / القلب المرء بأكمله وتشغل تفكيره
تستدعيه لصياغتها بطريقة أو بأخرى تختلف من شخص إلى آخر . .
كل تلك المشاعر والأفعال المرتكبة / المربكة قبل البداية في كتابة مايدور بخلد
الكاتب / الكاتبة ماهي الا وليدة تفاعلات جسدية عقلية أو بالأحرى
مشاحنات جسدية عقلية بين أن أبدأ . . أو ألا أفعل !!
(ب)
تفكير عميق ، وشوشة وهمس ، إطراقة هادئة ، انسياب ، حركات جسدية متفاعلة . .
الخطوة الأولى لـ كتابة نص . . لإخراجه من نطاق التفكير لـ التحرير . .
في هذه اللحظة يكون حاجز الخوف
من أن لايكون بالمستوى المطلوب أو معبراً قد انكسر . .
فانطلق القلم . . يسوقه فكرة مشوشة ومشاعر متضاربة . .
لكنه بالفعل . . انساب حبراً . .
(ج)
توقف ، تركيز شديد ، قراءة بصوت مسموع ، إعادة ،
في حال ولادة النص الأولي / المسودة
تكون حالة الكاتب الجسدية ، الفكرية الشعورية
أكثر ركوداً وهدوءً . .
فقط لأنه نفَّس عن نفسه حتى وإن لم يكن بالمستوى المطلوب . .
هذه اللحظات تشبه لحد كبير لحظات إعادة التخطيط
لـ خطط موضوعة مسبقاً وإعادة ترتيبها بطريقة أكثر فعالية . .
الكثير يتعب على هذه المرحلة بحيث تستنزف منه الوقت الكثير
وأقصد بالكثير من يهتمون بالكيف لا الكم . .
هذه المرحلة . . مرحلة ترتيب أوراق وأفكار وإعادة صياغة
مهمة كـ أهمية التنفيس في المرحلة الأولى . .
(ن)
نص جديد
" وجهكِ "
وجهكِ الحقيقي . . رسمته منذٌ عرفتكِ . . .
ملائكي ، يوسفي الملامح ، بريء حد الطفولة . .
حتى إن لم أره . .
فـ مجرد أن أرتدي روحكِ لأغوص في أعماقك . .
أجدكِ وأرسمكِ وأكتبك بالتفصيل اللاممل . .
كل ذلك أخذني عن حقائق كثيرة وأبعدني عن اشياء قريبة
ملموسة لطالما لوحتي به في آفاقي . .
ولكن . . عين المحب عن كل عيبٍ كليلة
ربما اقتناعي بما أراه غيّب عني البحث عما وراءه . .
أتعلمين !
القناعة لاتجدي أبداً
والثقة خراب أحايين كثيرة . .
مارأيته فيك وبك ومعك جعلني أرسم لـ الحقيقة وجهاً واحداً هو أنتِ . .
ولـ الثقة روحاً طاهرة هي أنتِ
لم أكن مخطئ ولن أكون في اي شيء يتعلق بأنثى
فأنا أجيد قراءة حواء ، وأعرف عنها أكثر مما تتوقع . .
لكن الخطأ الوحيد . . أنني لم أبحث عن الحقيقة
أو اتوقع أن الوهم تمكن من رؤيتي لـ اراه حقيقة . .
وجهكِ المزيف الذي رأيته . . كان جميلاً كـ جمال روحك . .
ولكن لماذا كان مُزيفاً ؟
لماذا كنتِ تؤيدين نظرتي المزيفة تلك ؟
كيف أقنعتيني بأنه الوجه الحقيقي لكِ ؟
خوفاً على وجهكِ الحقيقي أم خوفاً من وجهك الحقيقي
فعلى حد علمي المتأخر طبعاً وجهكِ الحقيقي
أجمل بكثير من الوجه الذي رأيته . .
إذن خوفاً مني على وجهكِ الحقيقي بكل تأكيد . .
سيدتي / الحقيقية . .
أنا سيداً . .
تمسكتُ بمبادئي ولا استطيع أن اتخلى عنها من أجل اي شيء . .
أنا رجلاً . .
تشبعت بالمكائد والمصائد والمقالب حتى عقدت حاجبي حياتي
أنا سعد . .
ابن البادية والقرية ودخيل المدينة
لاأعبث ولا أبعث على السعادة كثيراً
اسمي سعد ولي من التعاسة النصيب الأكبر
حملت بي أمي تسع مشاعر خمسةٌ منها :
حزنٌ وتعب وكبدٌ وطيشٌ وسعادة . .
وأربعةٌ :
حكمةٌ خالصة
لا داعي لـ الخوف مني . .
ولا داعي للتذرع بالخوف على وجهك الحقيقي من ان أتاجر به
في مزادات عقلي الموشومِ بكِ . .
نذرت لك ذات يوماً أن أصونك وأحفظكِ كـ حفظي لـ أنا
وكنت محقاً ووفياً في نذري . .
حتى أني حفظت وجهكِ الوهم من أن أتغزل بـ ملامحه في حضور الآخرين . .
ياسيدتي . .
لست كـ الآخرين ولم أكون ولن أكون
فقط لأني احبني مختلفاً . .
لن أكون تافهاً يبيع أغلى مايملك لـ عيني أنثى أو كلمة مديحٍ من تافه آخر
يتباهى بـ عدد النساء التي أوقعهن في مكائده . .
حبي واحد ولي قلبٌ واحد ولا يحتمل إلا أنتِ من بين بنات حواء . .
فطمتُ قلبي معكِ عن كل نزواته ورغباته . .
لطمته في كل مرة أشعر بنبضه يخرج عن مسار حبكِ . .
علمته أنت . . فحفظك كاملةً حتى بوهمكِ . .
لم أكن يوماً كما ظننتي بي سوءً ولن أكون . .
فقط لأني أكبر وأعظم واطهر من كل ماقد عايشتيه وعرفتيه
لأن لي قلبٌ واحد لايقبل القسمة على أنثيين
وحبٌ واحد لاتقاسمكِ فيه انثى . .
وجهكِ الحقيقي كان أجمل . .
حُرمت منه دهراً . .
وحرمتي نفسكِ متعة حبي له . .
حرمتي نفسكِ كلمات مديحي وإطرائي لـ ذلك الوهم . .
حرمتي نفسكِ تأملاتي فيه . .
حرمتي نفسكِ بخوفكِ . .
وتحملتي وزر خطيئة الوهم . .
حرماناً كالذي عشته . .
ياه يـا لغرابة الصدف. . . محرومٌ يعشق محرومة . .
أتعلمين كنتِ تقولين أن القدر عادل . .
فعلاً . .
كان جزاؤكِ من جنس وهمكِ . .
وكان جزائي من جنس ثقتي . .
فأنتي تذوقتي الحرمان والخوف والقلق . .
وأنا استمتع الآن بـ وجهٍ حسنٍ حقيقي . .
سأتفانى في ثقتي به . . حينما أكتشف كل تفاصيله . . الحقيقية . .
وأتأكد أنه لم ولن يكون مزيفاً كــ سابقه . .
.
.
.
( سعدُكِ )