منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حديث الغمام
الموضوع: حديث الغمام
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-2009, 12:30 AM   #21
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو
 
0 ذكرى الموت
0 دنيا المحبوية
0 مرايا
0 قطع الشطرنج

معدل تقييم المستوى: 51

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


( 14 )

مواويل العالم الأخضر

قام مسرعا وفتح البوابة وتابع دخول السيارة التي لا يبين ما بداخلها ،، وأخذ يرقبها مبتعدة بلوحتها الخضراء والرقم 57 الذي تحمله ،،
عاد إلى رفاقه وسمرهم إلى منتصف هدأت الأصوت في الخارج ،، خرج ليطمئن متشاغلا باشعال سيجارة ،، داس عقبها وهو يلقي آخر نظرة ثم عاد إلى رفاقه وأغلق باب الحجرة بإحكام وقال : كل شئ هادئ ،،
قال أحدهم : تأخر اللعين " جون " هذه الليلة ،،
فقال آخر وهو يخرج حزمة مخبأة تحت الجدار : دعنا منه فلا وقت لدينا ،،
ثم راح يفتح الحزمة الملفوفة بعناية ويخرج مجموعة من الأوراق قائلا : لقد تأخرتْ هذا الشهر ،، "ناظم" هل تأكدت جيدا من الحركة خارجا ،،
فقال ناظم وهو يجلس بجانبه : أجل أجل ،، ابدأ بالقراءة فكل شئ على ما يرام ،،
وراح الجميع ينصت ،،

بينما تابعت السيارة التي تحمل الرقم 57 سيرها بعد تجاوز آخر نقطة للحراسة سالكة الطريق الطويل إلى الحي الكبير الراقي ،، أخذت تتلوى وتتعرج وتصعد وتهبط بين الربى الخضراء تغطيها الغابات بأشجارها الباسقة وأحواض الورد الزاهية بالألوان والعطور المتداخله في انسجام بديع ثم حقول الأزهار وتلال النباتات النادرة بأشكالها الجميلة التي ترسم شعار المنطقة عند النظر إليها من الأعلى ،، لوحة للطبيعة كأحلى ما تكون الطبيعة حين تلمسها أصابع فنان يعرف ما يفعل ويفهم العلاقة بين حساسية الإنسان وحيوية الطبيعة ،،
قال السيد جون وهو يغلق هاتفه : "علي" أريدك غدا أن تذهب إلى الإدارة العامة لكي تحضر طردا من العاصمة ،،
التفت علي من المقعد الأمامي قائلا : حسنا سيدي ،، هل وصل بيانو السيدة الذي كانت تنتظره ؟! ،،
فقال باقتضاب : أجل ،،

وقفت السيارة الخاصة بضابط الاستخبارات الكبير أمام بيته الفاخر ،، نزل مرافقه علي بسرعة وفتح الباب له وناوله معطفه وحقيبته ،، وتابعه وهو يصعد السلم بخطواته المتثاقلة ،، ثم عاد إلى السيارة متجاهلا نظرات الحنق الصامته المطبوعة على وجوه الحراس المنتشرين من باب البيت حتى أسواره العالية ،،
كان علي مكروها من الجميع ومصب لعناتهم ،، كانوا يكرهونه أكثر من السيد جون نفسه ،، كيف وهو ربيبهم الذي أتم تعليمه في أرقى جامعات العاصمة ثم عمل في عدة وظائف قبل أن يحظى بوظيفة مساعد ومرافق اهم الشخصيات بالمنطقة فلا يخطو خطوة ولا يقدم على شئ إلا مع "علي" وترتيباته ،، ولذلك كان عدو الجميع اللدود ،،

صرخ السيد جون في وجه الخادمة : أين ذهبتْ ؟! ،،
فأجابته بصوت خفيض وهو ترتعد : خرجت منذ وقت طويل لا أدري إلى أين سيدي ،،
أشار بيده لكي تنصرف محاولا الاحتفاظ بهدوءه ،، تناول هاتفه وقام باتصال سريع ،،
- هل وصلت ؟! ،،
- لا يا سيدي ،،
- أريدك أن تعود بسرعة لكي نحضرها ،،
- هل تعرف أين ذهبت ؟! ،،
- وأين ستكون برأيك ،، فهي لا تتغير ،،
- سأصل إليك بعد خمس دقائق ،،

أشار إلى مرافقه قائلا : ها هي ترقص وسط تلك المجموعة ،،
فقال : لا عليك سيدي ،،
وذهب بخطواته الرشيقة مخترقا رواد الحانة من الموظفين والضباط والساقطات ،، حتى وقف أمامها متجاهلا كلمات الرجل الذي كانت تراقصه ،،
صرخت : ماذا تريد هل أرسلك ؟! ،،
فقال بهدوء : لنذهب فقد تأخر الوقت ،،
فقالت وهي لا تكاد أن تثبت من السكر : سأبقى قليلا بعد ،،
قال بهدوءه المعهود : سأحملك إذا لزم الأمر ،،
فقالت وهي تضحك بدلال : إلى أين ؟! ،، إذا كنت تعني لغرفة نومي فسأسابقك إلى هناك ،،
فحملها بسرعة صاما أذنيه عن صراخها واحتجاجات من كانت تراقصهم ولم يتقف إلا أمام السيارة في الخارج ،، ولم يتوقف صرخها إلا بعدما قال زوجها وهو يفتح الباب : اصعدي ،،
أخذت تستمع إلى حديثه المتكرر صامته متكروه على نفسها في آخر المقعد لا تنظر إلا لجانب وجه "علي" الأيسر وهو يتابع الطريق ويأمر السائق بجانبه أن يزيد من سرعته ،،

في اليوم التالي وقف ناظم يتحدث إلى مجموعة من الحراس ،،
قال له أحدهم : هل سمعت عن تلك المواويل ؟! ،،
فقال ناظم : كلا لم أسمع بها ،، ولكن اخفض صوتك ،،
واصل حديثه : يقولون بأنها مكتوبة بعدة لغات ،،
فقال بسرعه : ألا تريد أن تخفض صوتك ،، حسنا وماذا سمعت أيضا ؟! ،،
قال الآخر وهو يخفض صوته : لا أدري ،، ولكنهم يقولون أن ما بها يبعث إلى الأمل ،،
ثم وقف الاثنان بسرعة وهما يشدان على سلاحهما عند مرور سيارة رسمية ،، وعندما ابتعت السيارة ،، امسك كاظم بكتف رفيقه وقال بصوت لا يكاد يسمع : إذا كنت تريد ان تعرف ما بها تعال في منتصف الليلة هنا ،،
فقال : هل تعرف عنها شئ ،، أخبرني ،،
أشار إليه بالسكوت وقال : تعال الليلة فقط ولا تخبر أحدا بذلك ،،

وفي مركز القيادة كان جون يتحدث في هاتفه وعلي يجلس بمقابلته ،، كان مركز القيادة يتوسط المنطقة في أكبر شوارعها ويعتبر أهم مكان للتواصل مع العاصمة ،، هذا الشارع الذي لا يصله المرء إلا بعد تجاوزه لعدة نقاط للتفتيش ان استطاع تجاوز البوابة الكبيرة الخارجية والأسوار العالية المرصعة بالنجوم ،،
قال : سنذهب إلى المنطقة رقم 61 ،،
وثب الفرح إلى حلقه ولكنه كتمه وارتفع منكباه بحركة عكسية كأنما ليخفي موافقته وقال : كنا هنالك قبل شهر ،،
فقال : أجل ،، ولكن وردتنا معلومات علينا التحقق منها ،،
صمت قليلا ثم قال : هل سترافقنا السيدة ؟! ،،
فقال : كلا ،، باتت سعيدة بالبيانو مما يريحني من مشاكلها ،،
قال : حسنا ،، هل نجهز الطائرة ؟! ،،
فقال : أجل ،،

وفي الطائرة جلس علي في مكانه المعتاد في مواجهة رئيسة وكل وقت ينظر إلى الخارج يقاوم رغبة جامحة للقفز يشعلها الحنين ،، وأخذ يجيبه على أسئلته واستفسارته إلى أن وصلا إلى مكان الهبوط وعدة أشخاص كانوا بانتظارهم ،،

وبعد الاجتماع الطويل مع المسئولين تسلل إلى الخارج عندما ذهب جون للقاء القائد العام ،، راح يمشي إلى ان وصل إلى البوابة الكبيرة ونفس النظرات الحانقة الصامته تقابله في الوجوه ،، توجه إلى أفقر الأحياء وأقدمها ،، فلا تكاد المناظر تتغير خارج المناطق التي يعمل فيها ،، نفس المخيمات والسحن المستسلمة ولم تكن المساكن إلا خيم أو بيوت من الصفيح ،، توغل في الأزقة وهو يلتقت كل حين خلفه ليتأكد أن لا أحدا خلفه إلى وصل لبيت خرب قديم من الطين بابه يستند على جدار متهدم ،، دخل إلى غرفة مظلمة وفتح بابا صغيرا يتوسطها ونزل بهدوء إلى سرداب ضيقه قاده لغرفة أخرى تحت بيت آخر ،، تحسس الجدار إلى أن وصل إلى مصباح من الغاز قام باشعاله ،، نظر إلى الغرفة الخالية إلا من صندوق في أحد أركانها وراح في بكاء طويل ،، ثم جلس على الأرض وفتح الصندوق وأخرج بعض الأوراق وأخذ يكتب ،،

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس