منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الدين أفيون الشعوب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-2009, 01:17 PM   #4
هاني النجار
( كاتب )

الصورة الرمزية هاني النجار

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

هاني النجار غير متواجد حاليا

افتراضي



حسين الحوالى..

لا أختلف معك قيد أنملة في كل ما ذكرتَ، لكني لست أدري لمَ انتابني شعور وأنت تنقش هذا التعقيب الرائع في عجالة؛ أنك ظننتَ أني إدافع عن هذا الرجل !!
هو شعور فقط انتابني ويعلم الله أنه ربما يكون على غير صواب

لقد كان المقصود أن يكون المقال هكذا في البداية، فذكر الأضداء دائما يبرز المعنى قبل الفصل بينهم، وهو ما يعمل عليه النقاش، ولا سيما مداخلتك التي ألقت بمزيد من الضوء على الصورة. ونعم لقد صدقت لأننا أصبحنا نأخذ من الدين غلافه البراق ونغفل عن جوهره العميق، ليصبح الرياء والنفاق فضائل في هذا الزمن الرديء.
لكن الله تعالى قال في مُحكم تنزيله : " ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين "

لقد ذهب البعض بظنونه بأن هذه القضية قد تم حسمها من زمن بعيد، فأصبح النقاش حولها نبش في مقابر التاريخ. غالباً مت يذهب سدى،
لكن المشكلة أنه مازال هناك من ينادي من تحت أنقاض الماركسية؛ بأن ماركس كان على حق. وقد تندهش إذا علمت أني كنت واحداً من هؤلاء.. في سن مبكر؛ ربما دون العشرين.

لهذا دائماً ما تكون نصائحي للشباب ألا ينجرف وراء أفكار واردة من الغرب قبل أن يتفقه في دينه الحنيف أولاً حتى يستطيع الحكم بإنصاف على كل ما يرد إلينا من نظريات وضعية؛ ظاهرها مصلحة الإنسان، وصلاح البشرية، وباطنها دمار الإنسانية جمعاء.
وهذا هو الفرق الجوهري بين الدين الإسلامي من ناحية، وكل الأديان والنظريات والأفكار من ناحية أخرى، الإسلام لا يعمد إلى صلاح الإنسان فقط، وإنما إلا رقي ورفعة الجنس البشري على السواء .. قال المصطفى صلى الله عليه وسلم
:" إنما بعثت لأتمم الأخلاق "

وأكرر.. وسأضل أكرر.. أن التاريخ والعلم على السواء قد شهدا برفعة هذا الدين، وبالخطأ الفادح الذي وقع فيه ماركس ورفاقه وأتباعه.
قد تكون اليهودية أفيونا بضلالها وتلمودها الخبيث، وقد تكون المسيحية أفيوناً بعد تحريف انجيلها الذي شط شططا بعيداً بفكرة الوساطة وصكوك الغفران، فجنح بهم إلى اتكالية لم يعرف لها التاريخ مثيلاً، لكن الإسلام ليس أفيوناً.. بشهادة التاريخ والعلم أيضاً.
نسينا الله فأنسانا أنفسنا، هذا هو حالنا الآن.. وهذه هى شهادة التاريخ، أما العلم فحدث ولا حرج.. أهل هذا الدين هم من علموا الدنيا معنى العلم، ولا يوجد على ظهر هذا الكوكب كتاب معجز يحوي الزمان والمكان بين دفتيه إلا القرآن الكريم.. وهذا هو دليل العلم.. " واتقوا الله ويعلمكم الله "
وأعود إلى الجملة الأولى بأني لست هنا للإغراق في جدال هؤلاء لأنه سيكون أشبه بالجدال حول مسألة هل الشمس تشرق من المشرق أم من المغرب؟.. فهى قضية محسومة.
ولكن بالنسبة لنا، لكن هناك عقول هشة ليست على ذات المنوال.


أرجو أن أكون قد جاوبت سؤالك الذي تذيل به تعقيبك الثري،
ولك خالص مودتي وامتناني لهذه الإضافة القيّمة.

 

هاني النجار غير متصل   رد مع اقتباس