منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حديث الغمام
الموضوع: حديث الغمام
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2009, 10:03 PM   #22
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 51

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


( 15 )
الكرسي



جلس على الكرسي وابتسم معلنا امتنانه ،، تأزم من حوله بتوتر خفي ،، وتضاربت شعارات المجاملة مع الانفعالات العدوانية الباطنية ،، فنسي أن يمر للسلام على أمه وتوجه من فوره إلى الباب وأخذ ينظر إلى الشارع ،،

أما الأب الصامت فنظر إلى ولديه الآخرين وقال : عملت جاهدا هذا الشهر لأحصل عليه ،، سيأتي الدور عليكما قريبا ،،
فقال الصغير محتجا : دائما تعدنا وتتأخر ،، لا أريد سوى إكمال لعبتي ،،
وقال الآخر : أريد أن أرى أمي ،،
نظر إليهما الأب قليلا وغادر الغرفة وسارع بالرجوع إلى عمله ،،

بعد تقاعده من حراسة المدرسة أمّن له أحد معارفه وظيفة أخرى لخدمة مدير مستشفى ،، يحضر له القهوة في الصباح ويشتري له احتياجات بيته ويعود لكي يصنع له كوب الشاي الذي يفضله من يديه ،، تزوج ابنة عمه المريضة راضيا ،، وراضيا عن وراثة أبناءه بالشلل على أعمار متفاوتة ،، فالأكبر عند السادسة والآخران عند الرابعة والثالثة مما جعلهم مساجين في إحدى الغرفتين للبيت الصغير ،،

مرق بجوار ابنه الذي يسد كرسيه الباب قائلا : سأعود متأخرا بالغداء ،،
لم يرد عليه فقد كان مأخوذا بمنظر الشارع ،، يستبشر خيرا فأي شئ خير مما هو فيه ،، ومن السخرية أن أحلامه لا تتعثر إلا بما يشاهده ،، كما أن سنته الأولى بالمدرسة قد ماتت قبل أن تمتد يدا لتقتلها ،،
تورد الأفق أمامه وهو يتأرجح على الكرسي المدولب ،،
فما أكثر الأشياء التي تعذب الإنسان ،، ليته يستطيع الخلاص ولكنه يجد فيها ما يجد المقرور من المدفأة ،، لم لا يبقى في المزاودة إلا الأشياء التافهة ؟! ،، ينزع الخيال إلى الواقع المر فيتولاه عجب ساحر ،، تضفي عليه النوازع نسيجا رقيقا من الفتنة والقهر ،، سحر الأقدار المسيطر على المصائر ،،

قال الصغير : متى سيحين دورنا برأيك ؟! ،،
فقال أخيه : أنتظر ذلك ،، اشتقت لأمي ،،
قال : وأنا لعبتي في غرفة أمي ،، اسمع هل تعرف مكان المنوم الذي يأخذه أبي ؟! ،،
فأجاب : أجل ،، لماذا ؟! ،،
فقال : سيتأخر بالغداء اليوم كعادته ولن يلبث طويلا حتى يعيد الكرسي ،، أرى بأن نضع المخدر لأخيك حينها ،،
نظر إليه وقال : أنت مجنون ،،
فأكمل : هل رأيته وهو يمضي متبخترا صاما أذنيه عنا ؟! ،، ثم ان الأمر لن يتجاوز الساعات حتى يعيد أباك الكرسي ،،
قال : أمي كانت تستطيع السير حين زواجها من أبي ،، فهل برأيك سنسير ذات يوم ؟! ،،
فقال بسرعة : ربما ،، ولكنك لم تجب على خطتي !! ،،

عاد الأب لعمله محشورا في الحافلة ،، وما يحنقه حقا أنه يجد في تذمر من حوله إجابات جاهزة وحاسمة ،، وما يشغل غضبه أكثر وأكثر أنها دائما ما تريحه ،،
فها هو الجالس بجانبه يقول : هل قرأت عن التغيير الوزاري الجديد ؟! ،،
فقال متعجبا : كلا ،،
وعندما دخل إلى عمله لاهثا ،، قال له المدير : لماذا تأخرت ؟! ،،

 

التوقيع

المتشرد


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الدوسري ; 02-23-2009 الساعة 10:15 PM.

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس