هذه الكعبةُ كنّا طائفيها
والمصلّين صباحاً ومساءَ
كم سجدنا وعبدنا الحسنَ فيها
كيف باللّه رجعنا غرباء
دارُ أحلامي وحبّي لقيتْنا
في جمود مثلما تلقى الجديدْ
أنكرتْنا وهْي كانتْ إن رأتْنا
يضحك النورُ إلينا من بعيدْ
رفْرَفَ القلبُ بجنبي كالذبيحْ
وأنا أهتف: يا قلبُ اتّئدْ
فيجيب الدمعُ والماضي الجريحْ
لِمَ عُدنا؟ ليت أنّا لم نعد !
لِمَ عُدنا؟ أَوَ لم نطوِ الغرامْ
وفرغنا من حنين وألمْ
ورضينا بسكون وسلامْ
وانتهينا لفراغ كالعدم؟!
أيها الوكرُ إذا طار الأليفْ
لا يرى الآخرُ معنًى للمساءْ
ويرى الأيام صُفراً كالخريفْ
نائحات كرياح الصَّحراء
آهِ مما صنع الدهرُ بنا
أَوَ هذا الطللُ العابس أنتَ !
الخيالُ المطرقُ الرأسِ أنا؟
شدَّ ما بتْنا على الضنك وبتَّ !