ماذا لو بات الصباح بلا تغريد الطيور ؟
أظن لا أحد هناك يتغني به فلقد أكتسب
صفة الجمود , فالتغريد حياة أخرى فيتامين
خاص ينعش كل صباح ترقص له الأغصان
و تتمايل الأوراق , هنا أرد القياس للألسنة
جافة لا تعرف عذوبة تبعث الدفء فكلما تنطق
به خارج عن حلاوة اللسان أو كما نقول
بعاميتنا لمن يتعاكس مع هولاء "لسانه حلو"
أو "يقطر عسل" , هولاء يفتقدون لهذه الصفة
كل ما يبث من أفواههم جاف , ليس جارحا ً
و أنما يفتقرون لعطرا ًفواح يجذب الناس إليهم
قرأت منذ زمن لكاتب نقل موقف لطفلة قالت
لابنة الجيران "أحبك" فسمعتها والدتها وهي
تبث ذلك فقامت غاضبة لأبنتها قائلة "عيب يا بنت"
وهذا الموقف تتكرر أمام مرائي قبل أيام لكن بلفظ
آخر و الصلة أقرب و هي بين أختين , استنكرت
الأم عليهما لفظ الاشتياق والظاهر أنهم لم يرون
بعضهما من فترة , عجيب أمرهم وغريب حالنا !
لما لم تتعود ألسلتنا لبث العبير لمن حولنا فعناء
الحياة وسعي اليوم تحتاج لكلمات تسري
الارتياح و تغمر الأجواء مودة .
الأبناء , الأزواج , الأصدقاء و حتى من نتعامل
معهم في كافة مجالات الحياة يمتلكون الوعي بمقولة
سيد البشرية "الكلمة الطيبة صدقة" لكن أين تطبيقها ؟
و أين نحن منها ؟