المَوتْ يُنْبِت بأعماقي
شَجَرةٌ رَمَادِيّة
يَقِف عَلى ظَهر أَحَد أغصَانها
طَائرٌ يَشيخ بهدُوء
عَينَاه تُحدّقان بوَهن
في خَواء الوَقت
أَنفَاسه كَأنفَاس الرَضَيع
إلا أنَه وفي كُل زَفرة مِنه
تُخلق مَرَارة
مُتَساوِية الحِدّة
فِي نِهَاية حَلقِه
تَيّار وَهن يَسرِي بأورِدَته
ضَبَابٌ مُلتَهِب يَمحُو قُضبَان صَدره
يُذِيب السَجِين هُناك
تَسقُط رِيشَة يَحُفها ضَوء
مُتهَالك حَدّ الَملَل
الإعْيَاء يَبِني مَعَابِد ضَخمه عَلى سَاقِ دِمَاغه
يُثْنِيه
لا يَنْكَسر
يَقْرَع أجْراسَها
لا يَستَجِيب
رَائِحَة الشُموع الرَخِيصة
لَهِيبها الهَامِس
وُجومها -إذْ لا هَوَاء-
لا تُثْنِيه عَن التَحدِيق
لا تُلهِيه عَن الخَوَاء.