منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - متاهة إنسـان ..
الموضوع: متاهة إنسـان ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-13-2009, 11:58 AM   #1
علي آل محفوظ
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل محفوظ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

علي آل محفوظ غير متواجد حاليا

افتراضي متاهة إنسـان ..


لحظـة !!

أوكانت دقيقة أريد أن أعيدها من حياتي أم ثانية ؟
ماذا و إن توقف الزمن , و عدت للوراء ؟
هل أستطيع إصلاح ما مضى .. أنسج عالمي بحريتي و أتقيد وسط قناعاتي التائهة في لجج النكران ,أحلم ببساطة و هناء .. أرتاح من صفعات الأيام , و أتحرر من أصفاد القريبين منّي , أمضي كما أريد واثقة الرأي و الفكر .. أن أتعلم كيف أحب ولو ثانية !!
ماذا إذن ؟
آوان الصحوة .. صحوة زمن قد طالت و خلفت وراءها خذلان و إحتقار , وسط دهاليزٍ من المؤامرات في لحظة خنوع تحت أيدي الجلادين و السفاكين و القتله كتجربة مريرة لحالتي المزريه و المستعصيه !

مستشفى الطب النفسي أم مستشفى المجانين كما يسميه عامة الناس .
لا شيء يؤلمني أكثر مما أشعر إنني ضعيفه و مستصغره من قبل الآخريين , ألمٌ حارق و مبكي ينتصل أعضائي و يجمد عروقي و ييبّس أوصالي .. تماماً كقطرة مطر سجينه تسقط بين ملايين القطرات و كأنها لاشيء أمام الواقع تتزعزع و تتذبذب ما بين إنتصارات منتظره و أمالاً منكسره .
سعادةٌ مغتصبه و مسلوبه أن يحول القريبين منك , من تؤمن بحبهم و قربهم منك حياتك إلى غابة مستوحشه مليئة بالأشواك و الجراحات المتتاليه ..
و ماذا تنتظر من زمنٍ لم يسجل في تاريخه إلا الحزن و اليأس و البأس ..
أوتعلم كيف يشعر الفرد حينما ينظر إليه الناس و كأنه قد حقق نصر و إنتصار على ذاته و الآخريين , و بينما هو في حقيقة نفسه يعلم إنه مهزوز و لم يصنع إلا ترهات ليس لها صله بالحقائق ؟

أوتموت المشاعر حقاً و تتوه في صحراء قاحلة .. منتظره ذرات المطر المنتظره بأملٍ يزحزح كل تلك الالام و الصفعات
حتى العبره حينما تسقط بين معالم و تضاريس وجهي .. تضيع !! , أبحث عنها خوفاً ممّا لا أفهم فـ لا أجدها .. أبحث في المرآة عن دمعه ضاعت في الصميم .

صدقني الأصعب حينما تضعف و تتوه بين قلبك و عقلك و قناعاتك و ما تؤمن به .. تجد إن الآخريين قد أغلقوا الأبواب أمامك و سدت جميع نوافذ و سبل الأمل و الخلاص ..
تضيع وسط مشاعر متناقضة مريضه , بحرب الكرامه للخلاص من غريزة حب الذات و التملك ..
تنظر إلى الآخرين بقسوه لأنك تعاني حب نفسك و التملق وراء أفواه الآخريين .. تغرق و تضييع و أنت تنظر إلى نفسك من بعيد .. و أنت تغرق و تغرق فـ تنعدم الحيلة و كانك بلا صوت .. بلا هوية .. بلا ذات بلا أي شيء فقط .. تعيش من أجل ماذا .. لاشيء .. ..
تصارعك و تحاربك أشباح الماضي و تطاردك أينما ذهبت .. تذكرك بما صنعت و كيف أخطأت .. كيف عانيت و كيف تعايشت .
أوتعلم دكتور فارس ؟
زرعت ذات يوم ياسمين , تعاهدت مع نفسي أن أضعها محض عيني , أكبر معها , متى ما وجدتها قد تغيرت و كبرت أن أتغير .. أغير من أرائي و قناعاتي من أخطائي و قراراتي .. كبرت تحت ناظري و أنا أنتظر حصاد نفسي التغير الذي سوف يطرأ .. أوتعلم أي حزن يجده الفرد حينما ينتظر أمل يغير حياته ف يجد كل ذلك قد تحول إلى سراب ؟ نعم كبرت ياسمين و أنا لم أكبر .. لم أتغير .. لم يحصل شيء في عهد ميثاقي مع نفسي .. و لكن أتعلم ما الذي تغير .. مجرد جسمٍ بال إلا ينبض إلا بالكره !
أحياناً أفكر أن أعيس بإنفعالية متفاعلة من تجارب الناس .. بقسوتهم , بخبثهم , بدهائهم , بشرهم و حقدهم .. أن أعطي وقت إستجمام لـ ضميري و قلبي و أعيش كـ فرد لا يفكر إلا في إستقلاله و ذاته .. و لكني اخشى أن أستيقظ ذات يوم فـ أجد ضميري قد مات ..
أحاول أن أعيش فـ لا اجد إلا أبواب النكران و الجحود الموصده ...
أوتعلم دكتور .. مالذي بتُ أنتظره من الأيام القادمه و أنا في أبهى أيام حياتي .. عمر الزهور .. لم أكن أنتظر إلا أن اعرف ممّن سوف تأتي الطعنة القادمة , كيف سيكون مذاقها .. و كيف سأتحملها ؟
نظرة إتهام فاضحه تتعرى على وجوه الآخريين , و أنا بين أهلي و ناسي , أمي و أبي و أخوتي .. أوتعلم مالذي كانت تقوله أختي و أنا أسمعه من وراء الأبواب .. كيف نخرج معها أنها تحرجنا أمام الآخريين .. إنها مجنوووووونه ..
و أي جنونٌ لا ينبض في داخلي و أنا أسمع تلك الكلمات السامة القاتله من أعز ما أملك ..
و حينما توقفت أمام حقيقتها و ناديت بصراخي و لهيب حبي لها .. بررت أمي كلمتها بزلة لسان .. و لكنها نسيت إنها سقطة إنسان ..
دكتور ..
هل نحتاج إلى من يبرر أخطائنا .. كي نقنع الآخريين إننا بشر , و من حقنا أن نخطئ و نصيب .. في سبيل أن تستمر عملية الحياة و تتفاعل مع الأيام كي تترجم مستقبل مريض بالشبهات ؟

دكتووور فااارس , أين أنت .. أين رحلت !؟
أنّي هنا متاهة إنسان .. أي إنسان ..
و أنت يا دكتور .. لستُ إلا الوهم .. السراب

.. متى نجد أخطائنا حتى نتصالح مع ذواتنا ؟



علي عبد الله آل محفوظ
12/ 1 / 1430 .. قصة قصيرة .. كانت معلّقة نشْر .

 

التوقيع

دومًا الحياة تستدعي المرونة ، فهي كما السنابل وإن بالغت في الانحناء عند هبوب العاصفة فهي بالتأكيد لا تنكسر .

علي آل محفوظ غير متصل   رد مع اقتباس