منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - بقايـا سديم ..!
الموضوع: بقايـا سديم ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-13-2009, 11:59 AM   #1
علي آل محفوظ
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل محفوظ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

علي آل محفوظ غير متواجد حاليا

افتراضي بقايـا سديم ..!


هل أنا نطفةٌ منك أم أنتَ أنا ؟

و يخنقني يتمُ الأنا ... في هجرها روح المنى
تربص .. ترقب .. بحث عن زلات و سقطات
و تسقط الأقنعة .. و نكذب إن للحياةِ وجهٌ مختلف .

غرائز.. شهوات .. كفيلة بأن تجعل الدنيا لدينا نهاية المطاف ..
و ننسى و ننسى و ننسى .. ربمآ رغماً عنا .

نضيع بين دروب الحياة .. و أصفاد الزمن كفيلة بأن نوقع في شراك الإثم
فـ قداسة المخّلص تأسرنا .. تقيدنا أكثر من الزمن .. و حينما نضيع تأبى الريح أن تنحني بضعف .
ً
نجثو على ركابنا من أجل .. إمتعاق, إجتثاث, تطفل على حياة بشر
و هكذا نسأل الفولاذ كيف سُقى .

قاسٍ .. قاسٍ جداً
أن تظل صامداً و تملك طاقةً من الجبروت و العظمة ..
.. و في داخلك ضعفا و سكون .

صعبٌ .. صعبٌ جداً
أن تبرهن للآخرين مدى عزمك .. قوتك ..
و أنت هشاش .. و لست أكثر من قوة أنا ..

أوالزمن من يخلّف البشر بطبيعته ؟ ... أم تكرار البشر كل يوم يخلف زمناً ؟

نضيع و تضيع احلامنا .. و نظل نرسم أحلاماً جديدا
أونسرق الأحلام ؟.. و نحلم و نحلم و نحلم
و نصدق أن أحلام الآخريين .. أحــلامنا ؟

حجمُ وجعي .. هل للكون نهاية ؟
هل لدفء الأم أن يموت ؟
هل للحب الحقيقي أن يذبل بسهولة ؟
كيف إذن .. هل هذا السراب ؟

و أبحث و أبحث و أنتظر رساء سفينة لن تأتي
تعربدني الرياح و تعتقلني ... و تمور و تمور و تمور
و أنا أصارع .. أحارب .. أجاهد من أجل حريةٌ ممزقا .

.. تعانقني أحلام البسطاء .. يأسرني حبها , صدقها
نقائها المثّلج و حتى رمالها
تزهر الدموع بي ... وتدندن النايات أقسى نغماتها .

حتى تعتقلني غربة وطنٍ ميتاً
و يخنقني يتمُ الأنا ... في هجرها روح المنى .

سحقاً ثم سحقاًٍ ثم سحقاً ... لوجعٍ يتلو جبروته , قسوته , تهكمه
صموداً مخيفاً ..

إرتطامٌ في رحمِ الهواجسِ .. يعاني مخاض الأيام
و يأتي ذلك اليوم الذي يغسل الذات المضعضعا ..

و يأتي الغد .. و لقد نسّي كيف سأل بوشوشةٍ في الغد
أغنية الحب الممخضا ..

و في زحمة البحث عن عاهه ..
نفكر و كأن للجراحات ألماً يدوم ولا ينتهي ابدا ..

تحت شجرةِ الزيتون أصلي ... هناك أبحث عن ظلي و أنا

في أرصفةِ الشوارعِ أتسكع ... و رائحةُ الكعك تأسرني ,
تغمرني حتى أضيعُ شتاتاً ..
هناك أبحث أم هنا عن املاً
حباً .. صدقاً .. أم خلاصاً ؟

في بقايا السديم أمضي ... عن شوكٍ يتلوه عقاباً
و يذبحني نفس السؤال ... هل أنا نطفةٌ منك أم أنتَ أنا ؟


علي عبدالله آل محفـوظ
23 / 1 / 1430 .. نص , كان يُفترض أن أن يلقى في أمسية شعرية , و لكنه أغلق .

 

التوقيع

دومًا الحياة تستدعي المرونة ، فهي كما السنابل وإن بالغت في الانحناء عند هبوب العاصفة فهي بالتأكيد لا تنكسر .

علي آل محفوظ غير متصل   رد مع اقتباس