عبد الرحمن بن مساعد الشاعر الأصدق
عبد الرحمن بن مساعد
سمي بشاعر الإنسانية .. وما أجمله من اسم .. لأنه أجمل من يتكلم عن الإنسان..
سمي بشاعر البسطاء .. وما أجمله من اسم .. لأنه أجمل من يتكلم عن البسطاء ..
وليس ذلك فقط .. فهو إن تكلم عن الوطن .. يكون وطنه أجمل وطن ..
وإن تكلم عن الحب .. تعيش معه قصيدته أجمل قصة حب ..
وإن تكلم عن الفراق .. تحس بداخلك وكأن الفراق هو أقسى معاناة في الدنيا ..!!
قالوا عن الشاعر عبد الرحمن بن مساعد
لماذا عبد الرحمن بن مساعد شاعر الانسانيه ؟
هل هذا يعني أن بقيه الشعراء لا يتصفون بالانسانيه؟
لماذا ينفرد عبد الرحمن بن مساعد بمحبه شعبيه جارفه إن لم تكن خارقه؟
ما الذي يميزه عن البقية؟
هل استفاد من كونه اميراً في شعره؟ وكيف؟
كل ذلك وأكثر من ذلك سوف نعرفه الآن
عندما نبحر في شخصيه عبد الرحمن بن مساعد
النفسية وتركيبته النفسية نجد نفسا شفافه اقرب ما تكون إلى النفس الحالمة
فهو خالي من العقد النفسية قد يكون عاش حياه نفسيه مستقره
وأن كنا نلمح في شعره بعضاً من الحزن الدفين
وكأنه مرات كثيرة يجد له متنفسا عندما يعبر
عن غيره-عبد الرحمن بن مساعد نفس شفافة فهو يتعامل مع الأشياء
من حوله بشفافية عاليه-ويكاد يسبر أغوار ما بين السطور-
بل أن نجد أكثر شعره حديث عن غيره-
لماذا عبد الرحمن بن مساعد هو الشاعر الإنسان ؟
والجواب لأنه اختلف عن بقيه الشعراء فهو الوحيد
الذي تنفس مع البسطاء وجلس على موائد الفقراء
-شارك الغني فيما يأكله مثلما شارك الفقير في كسره الخبز الحائرة بين أفواه
جائعة-كل الشعراء بلا استثناء يطلون علينا من
برجهم العاجي ليقولوا لنا أشياء قد لا نفهمها وأن فهمناها قد لا نشعر بها
وان شعرنا بها قد لا تؤثر فينا وان أثرت فينا فيقيني أنها لا تتعدى سماعها
(( حقيقة عندما اسمعه أتذكر أن ما يخرج القلب
يقع في القلب وما يخرج من اللسان لا يتعدى من أن تسمعه الأذان ))
-كل الشعراء بلا استثناء يتحدثون عن نبض أنفسهم عن مشاعر
جوفاء يختزلونها إلا هو يتحدث عن الآخرين .
كلهم يطلون علينا من برجهم العاجي ليتشدقوا
بكلمات الحب والغرام-أما هو فهو يكسر القاعدة يأتي من الباب من النافذة
عبر موجات الأثير ليحكي لنا عن ذلك الشاب .
-فهو شاب وسيم ما جرب الجوع ومكسبه حلال
مشروع بس لو ما دفع مبلغ حقير ينطرد هو والعيال وأمهم لشوارع--
هل تحدث غيره عن ذلك-تعالوا هلمو إلي يا عشاق الشعراء
أتوني بشاعر ذكر هموم غيره-ثم يأتي بشي تدمع العين عندما تستمع إليه
( عجب عجاب-طيبه -قلبها ابيض سحاب
وأخلاقها ما مثلها أخلاق أخلاقها تنتظر
عشاقها وما يجون ياهي جريحة طيبه لكن قبيحة )
تلك المسكينة قد توجد في بيتي أو في بيتك
أو في نفس الحي أو في نفس المدينة ولكنها
حتماً موجودة وتكابد وتعاني ترى من شعر بها غير
عبد الرحمن بن مساعد-أتوني بشاعر تحدث عن ذلك
وكثير من ذلك كثير فهو لم يترك نبض بيت أو منزل أو شارع إلا وتنفسه
نأتي للسؤال الثاني هل بقيه الشعراء لا يتصفون بالانسانيه؟
الواقع لا نستطيع أن نقول لا وألا نفينا عنهم كونهم بشر ويطلق
عليهم مسمى إنسان-لكن يقيني أن الانسانيه سلوك لا ادعاء
ومهما حاول الإنسان لا يستطيع ادعاء ذلك
وحتى الآن فقط عبد الرحمن بن مساعد هو الشاعر الإنسان
نأتي لسؤال الثالث لماذا عبد الرحمن بن مساعد له كل هذه الشعبية الجارفة-لما
يحبه الكبير والصغير الجاهل والمتعلم-أتعلمون لماذا-؟
الجواب جدا بسيط لأنه لا يوجد تناقض بين شعره وشخصيته
وهنا يكمن السر العجيب- كلنا لم نتقبل من نزار قباني شعره
عن العروبة والجهاد وفلسطين لان داخله اختلف عن خارجه فمن
يتقلب في بحور الزندقة لا يقبل منه نصح أو إرشاد-بمعنى
آخر عبد الرحمن بن مساعد شخصيه سويه لا تناقض لا أحقاد نفس صافيه
وسريره صادقه-تعامل جيد مع الناس حتى في شعره يتقزم
للآخرين وكأنه يقول أن حياته وشعره فداء الأصحاب-
نأتي للسؤال الأخير هل استفاد من كونه اميرأ في شعره؟
الحقيقة أن كل إنسان يستفيد من إمكانياته سواء أكان أميرا أو رجلا مشهورا-
ودائما يقف كون الشاعر أميرا حاجزا نفسيا يصعب اختراقه
لدى القراء-وربما وقفت حجره عثرة أمام أكثرهم-
إلا عبد الرحمن بن مساعد أفادته كثيرا دون أن يخطط لها-
ويقيني انه دون أن يعلم عنها شيئاً-
بمعنى آخر أنها أتيه آتيه سواء أكان أميرا أو كان من العامة-
والاتيه الاتيه اقصد بها محبه الناس-
عندما يتحدث شخص عادي عن هموم الناس يكون مقبولا
فهو عاشرهم ويعرف حياتهم جيدا-انما عندما ياتى هذا الشي من امير-
ويعرف حياة البسطاء فهنا لعمري قمه
الانسانيه وقمه الشعور الانساني أن تشعر بمن هم بعيدين عنك
وهذا سر محبه الناس له-
واخيرا عذرا -فانى اشعر اننى كلما تحدثت انقص من قدره فهو
استعلي على الحرف وليس مثلي من يكتبه-
أميرالشوق
نبض صادق