[بدر الحربي]

.
.
.





[..أمّيْ..]

وأنا أقف أمام
مرآتك الخالية من صورتك
أمام ماتبقى من رائحة بخورك
وآخر صلاة فجرٍ على
سجادتك الخاشعة
في غرفةٍ لم يطأها إثمٌ قطٌ..

وأنا اختنق بجحيم الأفكار
ألعن نفسي في كلّ مرة أشعر
بأني سـ أفقدك
أحضن أشيائك في غيابك
وتلفظني نكالاً بي
وأحضنها وأبكي..

ضّيعت سنين من عمري
بعيداً عن حضنك
أبحثُ عن نفسي في
أحضان الغربة والوهم
ماسقتني الأحضان سوى سمّاً
وأسقيت حضنك جمري
ويسقيني شهداً ممزوجاً
بدعاء قلبٍ ينفطر عليّ
في الساعة ستين مرّة..

أنا لا استحق أن
أكون ابنك
كررتها مراراً في خلوتي
وأكررها وأنا أمام
مرآتك الخالية من صورتك
أمام كيس أدويتك
ونقوشك عليها
لتفرقي بين تشابهها
كلما خانتك عيناك
أمام جوالك الخالي
من كل الأرقام إلا
رقم ابنك..
تلفظني أشيائك نكالاً بي
احضنها وأبكي..
وأدعو الله في سرّي
بدعاءٍ لم تعلميه
لأحدٍ غيري..

وأنا أختنق
بجحيم الأفكار
أتخيل أن لا تعودي
أن أفقدك
يتوقف قلبي
أخبيء وجهي
عن الشّامتين بضعفي
وأسجن نفسي
في خلوتي
في غرفتك
وحيداً أحضن أشيائك
وأبكي..


.....