منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مقهى النقد ..
الموضوع: مقهى النقد ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2009, 10:05 PM   #14
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي



أ.د/ جابر قميحة
يطلق مصطلح البيان على معنيين:

الأول معنى أدبي واسع يشمل الإفصاح عن كل ما يختلج في النفس من المعاني والأفكار والأحاسيس والمشاعر بأساليب لها حظها الممتاز من الدقة والإصابة ، والوضوح والجمال. وهو بهذا التعتيم يجمع فنون البلاغة الثلاثة: المعاني والبيان والبديع.

والثاني: معنى علمي محدود، وهو التعبير عن المعنى الواحد بطريق الحقيقة، أو المجاز، أو الكناية.

* * *

ويعتبر التشبيه من أهم الألوان البيانية وأبلغها وبلاغته تأتي من قدرته على تحري نفس السامع أو القارئ، وزيادة الفكرة وضوحا في ذهنه، وجعله قادرا على فهمها وتقبلها عن طريق نقله من الخفي الغامض إلى الجلي الواضح، ومن غير المألوف إلى المألوف، ومن المعروف قليلا إلى المعروف كثيرًا، ومن الذي يدرك بالعقل إلى الذين يدرك بالحس.. كما أن التشبيه يعطى المعنى الواحد بأشكال مختلفة عن طريق تشبيه بهذا مرة، وبذاك مرة أخرى.

* * *
-والتجسيد أو التجسيم ملمح فني يعني إبراز المعنوي (الذي لا يدرك بحاسة من الحواس الخمس) في صورة حسية. كقولنا "تحطم اليأس على صخرة الأمل".

أما التشخيص فيعني أن ينسب للحسي الجماد والطبيعة ملامح بشرية، كقولنا: "مصر هبة النيل"، أو "إن الأهرامات تروى تاريخ قدماء المصريين.

وقد يجتمع التجسيد والتشخيص في مثال واحد، كقولنا "إن إيمان الرعيل الأول ينطق بالصدق واليقين"، فالإيمان ظهر هنا في صورة حسية مشخصة

وهناك من النقاد من يسوي بين التجسيد والتشخيص فهما يمثلان صورة بلاغية تنزل فيها الأفكار والمعاني منزلة الأشخاص، كما تنسب إلى الجماد والطبيعة صفات بشرية. والمصطلح الإنجليزي هنا مشتق من أصل يوناني، ولا يختلف في معناه عن كلمة Personification مثل قوله تعالى ﴿وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ﴾[الرحمن:6]، وقول الشاعر:

والموت نفاذ على كفه جواهر يختار منها الجياد

ويقول شهيد الإسلام سيد قطب:

"التصوير هو الأداة المفضلة في أسلوب القرآن، فهو يعبر بالصورة المحسّة المتخيلة عن المعنى الذهني والحالة النفسية، وعن الحادث المحسوس، والمشهد المنظور، وعن النموذج الإنساني، والطبيعة البشرية، ثم يرتقي بالصورة التى يرسمها فيمنحها الحياة الشاخصة، أو الحركة المتجددة، فإذا المعنى الذهني هيئة أو حركة، وإذا الحالة النفسية لوحة أو مشهد، وإذا النموذج الإنساني شاخص حي، وإذا الطبيعة البشرية مجسمة مرئية

وقد يكون تقسيم هذه الظاهرة إلى ثلاثة أنواع أدخل في باب الدقة، كما مثلنا آنفا:

أ- فالتجسيد أو التجسيم هو إبراز المعنوي في صورة حسية غير عاقلة.

ب- التشخيص هو إبراز الحسي- غير العاقل- في صورة بشرية.

جـ- والجمع بينهما يعني إبراز المعنوي في صورة حسية بشرية

وهذه الظاهرة الفنية في كل أشكالها تنقل "المعروض" من حالته التقريرية أو المغيبة إلى حالة تُرى وتعاش بالبصر والبصيرة بما اكتسبته من نبض وحركة وحياة..

أنتهى .

شكرا للقديرة ... حنان محمد

ومرحبا بكم هنا .

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس