منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ][.. عبدالرحمن بن مساعد .. ][..][ .. شاعر الإنسانية ..][
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-2009, 11:42 PM   #34
سالم العمري
( أميرالشوق )

افتراضي






نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


قلتي لي أنسى
ومن يومها وأنا كل ليلة .. قدامي البرواز
حبر العيون ودمع القلم .. في دفتري
وصورتك .. رغم الألم .. ورغم أنها خذت من أطباعك كثير
وخانت البرواز .. أشوفها في خاطري
حبيبتي ما بيدي حيلة
لا صرتي الصورة .. وعيوني البرواز
وشلون ابنسى

****************
هنا .. استهلال من رقراق المشاعر الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد بنهاية حديث أو عبارة قاسية من قلب الحبيبة عبارة وجملة أخذ الإنسان منها اسمه ( أنسى ) طالبته بالنسيان فكان لقولها أثرا ً بالغ العمق فكان سيلا من الحرف النابض بشعور فتبدأ السلسة بحكاية وجع ظاهرة فيقول لها قبل أن يخبرنا ... بأنه من تلك الليلة ولحظات العبارة القاتلة بجرحها صار برواز صورتها والظاهر هنا بأنه هذا البرواز قد لا يكون حقيقي الوجود إنما هو محيط طيفها الذي لا يفارقه في كل ليلة من ليالي عمره .. ويسترسل العاشق المتألم وصار يرسم صورا ً جمالية أخرى فمزج بين دمع عينه ومداد قلمه بتشكيل جميل ليظهر للقارئ والسامع امتزاجهما بعمق فمكان التقائهما على أوراقه وصفحات دفتر ذكرياته وحاضره واعترافاته .. ويتوجد لها ويحنن قلبها ليعلن للجميع بأنه رغم الألم العميق والساكن في روحه بسبب تلك القسوة الغريبة وقولها له أنسى تلك الصورة المتعمقة في نبضه بكل تشكيلاتها حتى قسوتها ووصفها بالخيانة (( وليست الخيانة المعروفة إنما المقصود تركها لمشاعرها له )) يقول مع هذا كله فأنا لا زلت أراك ِ في داخلي عمقا ً بأنك حبيبتي ! فيرقق قلبها أكثر ويقول لها ليس بيدي حيلة أو سبيل سوى أن تبقي هكذا عشقي وحبيبتي ! وثم يزيد عمق الجمال الشعري والشعور الحساس فيقول .. كيف لي النسيان وأنت ِ الصورة وعيوني هي بروازها ومحيطها فما أجمله من تصوير عذب ورائع !
لله در قلبك يا عذب المشاعر !


*****************
اتعبتي الصورة مشاوير
وتعبت أنا بلقى لغدرك معاذير
وصورتك اللي سجنت بروازها طول السنين ..
كانت جسد وبروازها الروح
ويوم انزعت منها الجسد .. تجرّحت أطرافها
وبجروحها راحت لمين ؟
لبروازها الثاني !!
مسكين .. بيسجنك ويبقى سجين
مسكين
تشبهلك أقداره .. خانته
وصورتك يجي يوم وتخونه
حبيبتي ..أو للأسف حبيبته
لا صرتي الصورة .. وجفونه البرواز
وشلون ينسى ؟!

****************
تعمقت مشاعر الألم .. فيذكرها ببعض ما يسكن روحه فيردد تعب الألم نحو شقاء البحث فقد أُرهقت الصورة ذاتها بحثا بين الدروب وساحات المشاوير بين حبه لها ولحظاته وبين البحث ويبدأ مواجهة قاسية مع مصابه ولعشقه لها صار يدور بين فلكه وفلك الأعذار كي ينسى قسوة الجحود والغدر كما صورها هو ! وتتمايز العبارات بتقريب للصورة في روح الشاعر كي يقول بأن صورتها المسجونة في برواز قلبه وعينه هي الجسد وهو بإحاطته كبرواز هو الروح التي تحيى بها هذه الصورة .. وليثبت لها بأنه لا زال محبا لها يقول لنا أيضا بأنها هي من غادرت البرواز فهي الجسد وبقيت الروح في مكانها ويتألم بانتصار للحظة الخروج فيعلن بأنها أيضا متألمة ومجروحة الأطراف وهي الأطراف التي يمكن أن تــُرى منها وهنا يبتسم لنفسه لمعرفته بأن الانتقال منها لبروازها الجديد ستبقى مجروحة ... ويبقى منتصرا لقلبه وهذا حق بينه وبين ذاته فيظهر بعض المواساة لها وله (( كي يعيدها إليه ولكن بشموخ قلب )) أو بمعنى إعلامها بأنها له حقيقة فيشبه حاله بالحال التي كان هو عليها ... ثم يعاود القسوة على روحه قبل روحها ... فسيبقى البرواز الجديد سجينا ً بصورتها كما كان هو ويتألم ويزيد من عتابه حتى شبه أقدار هذا البرواز الجديد بها ويعلمها بأنها ستفعل به كما صنعت هي به سابقا ً .. فيناديها بــ حبيبتي (( اشتياق وتشويق لها )) ومن ثم يظهر بثوب الكبرياء فيناديها بــ حبيبته !
وعودة للتأكيد على أنها صورة لا تغيب حين تسكن روح وقلب برواز فكما أنه لم ينساها (( عشق عميق )) فسيكون الحال ذاته لقلب السكن الجديد !
وهنا تميز لهذا الفكر !


****************

حبيبتي لجل أنسى جرحك وأستريح .. ببكي
وبعد البكى .. ببكي
وأكيد فيه لحظة بتجي .. وبيجف دمعي
وعندها صورتك اللي في عيوني
بتموت من ظلم العطش ..
بروازها بيصبح نعش
وبتمرني الدمعة الأخيرة ... تأخذ معاها صورتك وتطيح
وكني بالمسافة تطول مابين عيني .. ودمعتي .. وخدي
وكني بقلبي الحاير المسكين
نبضه يقول لا تودع الفرقى .. الدمع ما يرقى
وعندها لا نزلت الدمعة لمثواها الأخير
وفارقت وجهي
بغمض عيوني .. واكسر البرواز
وأنسى

****************
وفي هذا المشهد تبدأ رحلة النسيان الحقيقي ... أو كما يدعيه شاعرنا برغم الوجد والحنين الساكن بداخله
فينطلق بتسميتها حبيبتي ... كي يسرق انتباهها وكامل تركيزها لما سيعلنه هنا !
بأنه في محاولة نسيانه لعظيم وجعه وما أصابه من تلك الجملة (( أنسى )) والجرح الذي تسببت به
فيعلن بأنه سيبدأ بالبكاء وسيستمر حتى بعد البكاء سيبكي (( ويا لجمال الفكر يا أيها القلب النابض )) ويوضح الصورة والمشهد الباكي .. بأنه سيأتي اليوم الذي تجف في عيونه الدموع (( وهذا سبب بكائه )) واعرفي بأنها في هذه اللحظة المنتظرة وحين جفاف الدموع التي كانت تسقي صورتك بالحياة لا بد أن تموت فتموت معها صورتك من جرّاء العطش وما أجمل قلب شاعرنا فبرغم ألمه ورغبته في النسيان إلا أنه وصف هذا العطش بالظلم .. فحينها سيكون برواز قلبه نعشا وموطن لدفن هذه الصورة التي يحلم بها ويعشقها حد الهوس ِ بها !ويزيدنا إيضاحا ً لما يعانيه من وجع ... بتصوير الدمعة المنسكبة والمعلنة عن جفاف الماء الذي يروي صورتها كدمعة أخيرة تأخذ الصورة معها للرحيل .. ويصور شاعرنا النقي عذاب ألمه بتصوير ألم الفراق بطول مسافة بين العين والجفن والخد وهذا رجاء أن تعود إليه فالمسافة طويلة ومتعبة ويزيدها من عتاب محبته كي تفكر في مغادرتها بأن يقول لها بأن قلبه برغم ما فات لازال ينطق ويرفض الفراق فتمهلي ويردد الدمع لا يعود بعد أن يسقط ... ولكن في حال سقوطها بكاملها ومغادرتها للمسافة المرسومة على وجهه فهي اللحظة التي ستعلن فيها عيناه الإغماض وكسر جفون البرواز وسينسى

(( قلبك جميل ثم جميل ))


قراءة الشاعر / عبدالعزيز السبيعي


أميرالشوق

 

التوقيع

{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ }

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

]]>

سالم العمري غير متصل   رد مع اقتباس