مَلل..والمحطة القريبة ،تحتاج لعزم التسلق...تقع قريتنا في مُنحدر جبلي رائع،كُل الأصدقاء
يشكون هماً واحداً يا صديقتي ..وأنا أتظاهر بعدم السمع وأقلب السلة على رأسي لأُفزِعَ القطة..
فتهرب مني لتتراجع ،ارفع السلة لأسترق إليهم النظر.،إلى ماذا وصلََ الحديث وأعود لأصرخ
ضاحكة بمُحاذاة اهتمام القطة..تنتظرني ربما،أُقرِّبُ الوردة لأنفها وانهض مُسرعة باتجاه المرج
صعودا،تجري خلفي تستأنس بهذه اللعبة وحينَ أصل إلى الشجرة المُفضَّلة لدي أستلقي تحت ظلها
لتعاود محاولاتها في نبش محتوى السلة ،المقلوبة آنفا،فأرمي بها لأبعد نُقطة يحملها بخفتها إليها
الهواء. وتلحق بها القطة رُبما قبل أن تستقر...وألحظهم هُناك...يرمقونني بنظرات ليست من الرضا
في شيء لكني لا أأبهـ ،مثلاً لو كان في الجهة المجاورة لبلدتي ..جبل متوسط الشموخ وشلال صغير ينحدر
منه..لجلست هُناك أغلبَ اوقاتي ولما أضطررتُ للصعود كلَّ هذه المسافة،فرشتُ لأحلامي بساطاً من حصير
وجلستُ أنا وهي وقطتي ،حدثتُنا عن طفولتي ،ومزرعة جارنا والتي تزيد على مزرعتنا بأبقار سمينة أقف
أمامها ساعاتٍ طويلة دون أن أتحرك ولا ينتزعني من هذه المتابعة إلا مُناداة أبي لي لنعود إلى المنزل..
تضل عالقة في ذهني وأسأل أمي لماذا لانحظر إلى منزلنا بقرة..مم لا بقرتين ...هل هُناك مكان يكفي لثلاث..؟
تقول لي أمي انها حلبت الابقار في طفولتها فأشعر بجنون الرغبة بذلك وأقف حماسا
وأنا أُريد أن أفعل ذلك..أفهم أو يصل إلى أعماقي من نبرة اُمي أن التجربة ليست بذات
المُتعة..لكن لا بأس بها..أُعقب أنا بذلك ،نعم ممتع حديث أُمي لكن شعوري أنا أكثر
مُتعة،التجربة،المزاولة....قطتي تتمغط بملل تُريد منا العودة إلى البيت وأحلامي تعبت
من الجلوس فتمدَّدَت بينما أنا أظفر اطراف البساط ومُتعةٌ انبعاثها من داخلي تماماً كَ كريمة
سائلة وسط صحنٍ من زُجاج بلا جوانب..أخفض صوتي تارة وأرفعهُ بحماسٍ تارةً أُخرى..
طرأ بقلبي خاطرقُلتُ لي حين نجري بسرعة فنحن إما أننا نحمل في دواخلنا رغبة نُريد
الوصولَ إليها أو ننفض عن تفكيرنا امراً أرَّق دواخلنا حتى رغبَتْ بنفضهـ....نامت قطتي
بينما أحلامي كانت تنظر إلى السماء ترسم من الغيمات قِصصاً وأشكالا..نُكمِل غداً..؟!
نُكمِل غداً..
حسناً..هيا بنـا.ونتسابق أيضاً...ويبقى ينتظرنا لنعود،بساطٌ مظفور من جانبٍ واحد،
دليل أنَّا كُنَّا هُنــا.