منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - صحراء راودها الرذاذ . . .
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-2009, 12:48 PM   #18
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي 18 ابريل 2009.




....
...
..
.


فندق شنغريلا على ضفة بين الجسرين.. قراءةُ الكفّ ..التحليقُ في عالم الوئام.. شغبُ (الأولاد) الشرابُ وعصيرُ البرتقالِ ..التّركِشْ كوفي ..شيشةُ النّعناعِ ..مياهُ المسبَحِ النقية المنصتة إلينا، فوانيسُ الماء الغائرةُ تُضيءُ مساءَنا بأعذبِ نسائِمِ الهواءِ المُتزحلقَةِ بينَ خصلات شعورنا.. الله ما أجملَ هذا المكانَ الحالم.. شواطئُ أبوظبي دائمًا تثيرُ فيّ بحيْرَةَ الهدوءِ التي لا تَتَجرأُ حصاةٌ واحدةٌ لإفسادِ خُلوتِها.. كُنّا هناكَ أجملَ ثلاثةٍ التقينا.. بحثْنا في تفاصيلِ الطاّقةِ واستِقراءِ المُستقبلِ.. واستقراءِ الماضي المتَجدّد ، أو الباعِثِ إلى النّضوجِ الوقتي..
التقيْنا ثلاثةَ أحبّةِ.. عيونُنا مليئَةٌ بدخان السلام!، ودُخانُ السجائِرِ أثرى الحديثَ مع صوتِ نعناعٍ يُنكّهُ الجو الخيالي.. فِعلاً هذا المكان حالم، لا يحتاجُ لمسكرات أبدًا، فكلُّ ما فيهِ مُسكِر حدَّ النشوة.. نَشوةُ التجلّي التي نَصلُ فيها إلى أعماقِنا الغائرةِ وسطَ زحامِ الوقتِ والأهلِ والعاداتِ والأعرافِ والخُزعْبَلاتِ المُجتمعيّةِ الكثيرة.. مليئةٌ أفكارُنا بكلِّ شيءٍ حتىّ تكادُ لا تصلُ إلى أي شيء، طموحاتُنا عالية، محاولاتُنا في اجتِثاثِ أنفسِنا من أنفسِنا لغَرسِها في تربةٍ نظيفةٍ وبيئَةٍ نخْتارُها..
يجبُ أن نُخلِصَ لأمانينا كي نجدَها يا رِفاق.. لذا أنا أبْحثُ عنْ وطَنٍ لا أرضَ فيهِ ولا سماء، وطني شخصٌ أسكنُهُ ويسكنني، ولو تشرّدْنا في كل بقاعِ الكونِ نكونُ في وطنٍ لا يتغير، جميلونَ كُنا في كل شيء، حتى محاولاتِ الشّغَبِ المُدويّة، كانتْ تُخمَدُ برشَّةِ ماءٍ على الوجهِ وفَرقعَةِ ضحكٍ حميييييييييييييييم جدا، ما أدفأَ تلكَ السّاعات، التي كانتْ تقطَعُها مسجاتُ التلفونات ومكالماتُ المنزلِ.. وصوتُ النّادِل ..

- بدّلْ لي الفحم لو سمحت..
- تركش كوفي لو سمحت سكر خفيف..
- انا ابا أشرب ( رد واين) ..
- يلا خل عنك الحركات هذي......!
- أنا عندك وتقول رد واين؟ هذي اهانه ^_^
- يلا خلاص عصير برتقال.. انا عندي برتقالتين وأشرب برتقال؟ ما عندي سالفة
- هاااهاهاهاهاهاا.. خل عنك الخرابيط يلا عاد *_^


ومضَتْ تمرُّ الدّقائِقُ وصوتُ العرّافاتِ يمْلأُ الجَو، محاولةُ اقتباسِ الغيبِ وعدَمِ الإيمانِ به، وأرقامُ الحظِّ المُخفقةِ في كثيرٍ منَ الأحيان.. ومقولةُ ( كذب المنجمون ولو صدقوا) ! طيّب كيفْ كذَبوا وهم صدَقوا.. أنا أؤمن بما أقولُ فقط، وإن لم أكنْ مُنجَماً حقيقيًا، ولكنّي أستقْرِئُ الشخص أمامي.. قراءةُ فنجانِ التّركش كوفي الذي لا يَظهرُ فيه سِوى خُطوطِ بقايا السّكرِ والبُن، وخُرافاتٌ وترهات كثيرة.. عبثيّةُ المساءِ كانتْ رائعة، خرجْنا منها برضًى وفرحَةٍ عميقة، وإحساسٍ بتغييرِ الجو وتغييرِ النفسية و(رفرش) كانتْ أضواءُ مدينةُ أبوظبي في أقصى بُعدِها عنّا لولا تلكَ الهالاتِ الخافتةِ المطلةِ من خلفِ سرابِ البَحرِ تصلُنا عبرَ لمحَةٍ بعيدةٍ كأنّها نافذَةٌ من خارج الزمانِ على هذا العالم.. ومسجدُ الشيخ زايد رحمه الله، كأنّهُ ماردٌ عظيمٌ يحرِسُ البِحارَ ويَنْقُل إلينا حفْظَهُ وصونَهُ بمناراتِهِ العِملاقَةِ وقُبَبِهِ الضّخمَةِ المُتعالِيَةِ على سماءِ ذلك الماءِ الهادئ...

عند باب اللّوبي .. بطاقاتُ السّيارات في أيدينا.. من يسبق من؟،

- انتِ ما تعرفين أصلا من هذي من بالنسبة لي..!
- ..... ( نظرة فضول وبحث عن الكلمات)
- هذي إنسانة مقدسة بالنسبة لي حتى التراب اللي تمشى عليه تراب مقدس
- يااااااااااااااااااااااااااااي – استحيييييييييييت
- نشوفكم على خير.. شكرا شكرا على الوقت الحلو، استمتعنا وايد عسا ما نخلا بيوم يارب..


لوّحَتْ الأيادي.. تأصّلتْ الصّداقة.. تمدّدَتْ السماء في صُدورِنا.. نامَ المساءُ.. واستيْقَظ الحبُّ ليرعانا...

.
..
...
....


زينب......

 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس