منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - صحراء راودها الرذاذ . . .
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-2009, 05:42 PM   #24
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو
 
0 من ذا الذي...؟!
0 طريق . . . . . .
0 وجوه...
0 الأحقاف

معدل تقييم المستوى: 16

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي الثلاثاء 28 ابريل 2009.





جوا الروح - إليسا وفضل

....
...
..
.


مسافاتٌ طويلةٌ كنتَ تقطعها للوصول إلى أبوظبي، ها أنتَ تخرج من عجمان قادمًا إليّ بكل ترفك العشقي ، تحفُّكَ اللهفة وتحفني ارتعاشاتُ اللقاء، أتَتبّعُ خُطاكَ على ذلكَ الطريق ودورةَ عجلات السيارة التي بدّلْتَها ذلكَ اليوم في إحدى محطات الشارقة.. ها أنتَ تقطعُ ظهيرةَ اليوم في الطريق محمّلاً بندى التّلاقي.. بعدَ صباحٍ مُتعبٍ جدًّا من صُداعٍ شديدٍ أصابك.. لم يَترُككَ إلاّ بإبرة طبيب عابِرٍ في إحدى عيادات عجمان..

- حبيبي انا عدّيت جسر المقطع.. انت وين؟
- انا بالدوام .. بس بطلع ونتلاقى في مطعم شو رايك؟
- اوكي شو مطعمه؟
- مطعم هندي
- نعم؟
- هيه مطعم هندي زين.. مب كافتيريا
- أخافه بس مطعم ناصر
- لا هذا مطعم ( ركن التندوري) على شارع المطار بعد مواقف مصرف أبوظبي الإسلامي
- هيه هيه عرفته خلاص نتلاقى هناك عيل..

رنّ الهاتف على الطرف الآخر نجلاء..
- حبيبتي انت وين؟
- انا بالدوام مواعده القلب في مطعم.. تعالي معانا
- لا خلاص روحوا برايكم
- لا والله تجين، بيكون وناسة ضحك وتعليقات

وصلتَ هناكَ ووجدتَ (نجول) عندَ مواقفِ المطعم.. دخلتُما لتتّخِذا من آخرِ (كابينه) مكانًا للقاءْ.. مازلتُ أنا في زحمةِ إشارات أبوظبي ( الكريهة) قُبيلَ الساعة الثالثة ظهرًا مع (نفرة الموظفين والمدارس إلى البيوت) وصلتُ للتوّ بعد 20 دقيقة.. ألقيتُ نظرةً خاطفة من مرايتي في السيارة فاستوقفتني لأنني وجدتُني باهتة جدًّا جراء صباحٍ مليءٍ بالتعب وبذلِ المجهود في النّادي الصحي والعمل.. آثرتُ أن أخبئ التعب ببعضِ المساحيقِ الخفيفة.. ( لمسة كحل على شوية بلشر ومسكارا وروج خفيف) يفون بالغرض، فليسَ من المعقول أن يمضي أسبوعًا كامِلاً دونَ لقاء، وآتيكَ (كلحة ملحة)..
ها هي أحضانُك تستقبلني.. وابتسامتك تشرق على جبيني ولهفةُ عينيكَ تُشْمِسُ على وجهي.. أشعُرُ أنّكَ ستخترقُ الحواجزَ كلَّها للولوجِ إلى أعماقي.. حيث أنت دائما.. حيث لم تبرح أبدا.. وأنا أخفي رجفة الشوق إليك.. واكبح جماح الحنين.. بدأت التعليقات والضحك و(طولة اللسان)
- طلبت لي سمك حبيبي؟ مع شوربة خضار.؟
- هيه طلبت..
- وينه؟
- حشا تونا يلسنا ما واحالهم اييبون الطلبات
- كلتوني مالت عليكم.. تعرفين نجول؟ هذي أول مرة نتلاقى في مطعم؟
- اييييييييييه معقولة؟ خلاص انا بروح ما بخرب عليكم
- طاع هاي.. شو تخربين ما تخربين.. ؟
- خل عنج الخرابيط يلا يلسي مالت عليج
- مالت عليكم انتو ههههههههههه

وصلَ الأكل.. كانَ السّكوتُ أول ما نطقتُ به، فقدْ كنت مليئَةً بالجوعِ حتّى أنامل أصابعي.. التعليقاتُ بينكَ وبين نجول قائمةً لا تتوقف.. وأنا ابتسم / أضحك/ أشاركُ قليلا.. ضمن انشغالي بالشوربة ..
- ليش طلبتْ لي خضار بالكريمة؟
- مادري بج ..!
- انا احبها (بيور) بدون كريمة مثل المرق
- آها.. شرات اللي امي تسويها في البيت.. لونها أحمر
- ما يخصه.. لونها أخضر على أصفر مادري كيف.. مب مهم الحين.. بشربها وخلاص

أرى في عيني نجلاء خجلاً ومشاكسة في الوقت نفسه.. لم تطلبْ يومَها وجبةً خاصّة بها .. اكتفتْ بالمُقبّلات الهندية و(السويت) بعد الأكل..
- وصل السمك.. عاش عاش
- وصل برياني السمك بعد

لم تأكُلْ شيئًا سوى لقيماتٍ لا تَسُدّ الجوع أبدًا.. وأعلم أنّكَ لا تستطيع الانْقِضاض على الأكل حين تكونُ جائعًا !!.. هكذا دائما تقول لي.. لذا لم يكن سؤالي عن ذلكَ إلا سؤال المطمئن..
الساعةُ تشيرُ إلى الثالثة والنصف.. استأذَنتْ نجلاء لإحساسها بالخُمول ولارتباطها في المساء مع الأهل بحضور حفلةِ عُرس (حناء).
وبقينا نَحنُ.. نَشدو بلهفةٍ وتتوحَدُ أحلامنا وأصواتنا.. بالرغم من صغر (الكابينه) التي تشعرك أنك في العراء ولستَ في مكان آمن..
- حبيبتي ماباقي وقت على الكلية
- خلاص فديتك انا برجع الدوام
- بييج عقب ما أخلص بنطلع رباعة في المسا
- اوكي .. بشتاق لك
- احبج
- احبك


.
..
...
....

زينب....



 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس