.
أحياناً نحتاج إلى الخَرس .. و نتمنى مِن من أمامنا أن يُرزق بها لِـ ساعةٍ واحده
حتى نُسمِعهُ ما يَدور في الفلك و هو لا يَعلم .. لستُ طاغيّة و لا ظالمة عندمَا
أطالبُ في دعوةٍ بيني و بين الإله أن يُحقق تلك الأمنيّة و أن يُظهرهَا على من
لا يستحق نعمة الكلام .. فَـ الصيَاغة و الشِفاه تُرهقُ منهم كثيراً .. حتى
أنها تتأبطُ الوهم و تنتظرُ نوم الشخص و ترتاح .. ترتاح من ذلك العناء..
إلى أيّ مدى سَـ يوصلنا الإستفسار و النزف من ألسنةِ الآخرين .. !
أهم يستحقون أن يُسمع لهم أم نحنُ من يستحق أن نَصمت و نبتسم
بين الجملةِ و الأخرى و ننبهُهم بِـ أنا معهم طالما أن الحديث مُجرد
هراءٍ لا يُطاق ..
إلى أيّ حالة قد توصلّت إليها و أنت تستمعُ إلى أحدهم و تودُ أن تَصرخ
في وجهه .. "لقد أكتفيت " ..!
و إلى أيّ حدٍ جعلك هذا الشُعور مُتداركاً
لما يَحدث وطلبت منهُ تغيير الموضوع أو حتى النهوض بِـ سؤالٍ مُفاجئ
يُسكتهُ و تشكُرك أُذنك على ماقعلت .. !
أعلمُ أنيّ أصبحتُ من هؤلاء الأشخاص الآن ..
لكن ما يَدور في مُخيلتيّ
يجعلنيّ أود أن أقبض يديّ و أدخلهَا في فاهِ أحدهم لِـ يصمت ..
ولا أُنعت بِـ الجنون أو الإجرام بعدهَا ..
فقط فكّر فيما قُلتُ جيّداً سَـ تجده الكثيـــر ممن يستحقون تلك اليد المقبوضة
في أفواههم ..
.