منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - صحراء راودها الرذاذ . . .
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-2009, 01:20 PM   #26
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي السبت 2 مايو 2009.




....
...
..
.


حضنكَ في هذه المرة احتواني بدفء عارم.. أمام باب سيارتي حين وقفتُ هناك عند مرسى الخالدية بَلَس.. كان صوتكَ يتحشرج وأنا أحبس الألم في أضلعي.. يداكَ ما انفكتا عن احتوائي.. مشيْنا في ذلك الممر الخشبي المفضي إلى مرسى المراكب والطرادات ومطعم في ركن قصي اختفى عن أنظار الفضوليين.. على ذلك الكرسي كان رأسي يسند أحلامه على كتفك.. ويداكَ تعبثان في خصلات أمانيّ وأغانيّ.. نجلاء أطلقت لأصابع أقدامها حرية التنفس واستنشاق الحرية المتوفرة هنا بكثرة، وتركت حذاءها ملقىً كالمكلوم.. ها هي تجول بين المراكب وتدخل في الأحراش.. ونحن ما زلنا في مكان بعيد آخر...

- حبيبي ليش صوتك مخنوق؟
- عادي مافي شي
- من شو متضايق؟
- انا مب متضايق .. ما اتضايق، انت معاي كيف اتضايق، بس لما اتصلت لج قبل كنت محتاج اسمع صوتج بألم.. وما لقيتج.. اختنقت.. ضقت بروحي على الشاطئ.. وانتِ كنتِ مشغولة بدوامج..
- آسفة حبيبي.. غصبن عني
- عادي عادي لا تحاتين ابدا.. أبدا ما تفكرين بأي شي.. مجرد احساس..
- فديتك

وحضن عميق يحتوي الآهات كلها.. بكل تقهقهرات الوقت والأحلام والواقع والتشرد والتعاسة والزمن.. أنت تعلم أن قلبي هو ملاذكَ الكوني السرمدي.. لن أتحدث عن الفراق ولا البعد.. حتى وأنا أرى هم الفراق يعتريكَ ويحط قواكَ على التراب.. فكرة الهجرة والسفر إلى البعيد... البعيد خلف الأطلسي.. هناكَ سنزرع أحلامنا ونسقيها بالحب كل صباح وكل مساء.. لن تستطيع الحياة أن تنزعني من عروقك.. ولا تنزعكَ من أعصابِ الروح.. نحن روح في جسدين.. فكل ما يعتري اجسادنا ما هو إلا بفعل عوامل القانون الطيني.. لكن لنا أعين لا تعرف الا بعضها.. حين تراني تنعكس في عينيك ملامحك الدقيقة .. ملامح عمركَ كله.. وعندما أنظر إليك أشعر انني أتركني في الخارج وأستقر في أعماقك.. صدقني، بالرغم من ألمي واستفراغي لطاقة عظيمة من الحزن عند سماعي خبر (السفر) بالرغم من تشوّك قلبي حيال لحظة انسلاخ يخشاها .. بالرغم وبالرغم وبالرغم.. يجب أن نرحل بعيدًا.. كما قال قاسم حداد.. " في مكان آمن للحب ، ليكفّ قلبي عن تشرده، ينساني قليلا في سديم الدرب" يداكَ تنغرسان في نبضي.. أشعر بحرقة أنفاسكَ ولهفة أصابعكَ إلى ما يطمئن رعشتها التي لم يشعر بها أحد سواي.. هون عليكَ يا قلبي.. فكل الأمور على ما يرام.. ونحن إن طالت بيننا غربتنا.. سنلتقي في اشتياق وتفان وتضحية ..

مرت دقائق لتعودَ نجلاء إلى الكرسي.. ونقرر أن ندعو صديقك الغريب إلى امسيتنا..

- تأخرنا
- بس 5 دقايق.. لازم تتعرفين عليه وتسمعين سوالفه بتموتين من الضحك.. وعنده حكم والله عجيب
- زين اتصل به
- ألو.. كيفك انت وين؟
- عالكاسر
- تعال على مرسى الخالدية بلس الحين
- يلا دقايق
ها هو في تلك الناحية يمشي في اتجاه معاكس (كالعادة)..
- ألوو
- ارجع في الصوب الثاني بتلاقي قوارب وايد على يمينك.. عديها وبتلاقينا

بدأت قهقهات الضحك الصاخبة.. وهو يحاول التعمّق بحذلقة في نجلاء.. كي يكتشف شخصيتها (اونه عاد) وفي سيل من التعليقات والنكات ..

- والله يا ميثة انت ما عندك ذوق
- من ميثة
- انت !!
- انا؟ !!!
- اش اسمك
- ما بقول لك
- بالله اش اسمك ميثة ولا حصة ولا اش، قاعد معاكم امس وماعرف اسمك
- انا ام عتريس
- ههههههههه
- بالله يا بنت ما تضحكي عليّا – اش اسمك
- ما يهمك في اسمي..ليش تقول ما عندي ذوق؟؟
- من البارحة وانا اشمّر يدي ابغاك تشوفين الساعة – واقول الساعة كم – وتأخرنا وكل شوي اوضح الساعة وانت حتى ما قلت ساعتك حلوة !
- ما شفتها؟
- تشوفي ايش انت يلا اسكتي بلا هرجة
- هههههه وريني اياها..
- مافي خلاص.. عرفت انك بلا ذوق وانتهى

تقطع نجلاء (النقار) بتذكيرنا بالوقت.. الساعة تشير إلى الحادية عشر ليلاً.. يجب أن نعود سريعًا.. ومازالتْ يداكَ تطوقني.. صديقكَ يشعر بغيظ مضحكٍ غير مبرر

- ياخي والله لما اشوف اثنين يمارسون الحب انقهر
- ليش عاد؟ ما سوينا شي
- مادري كذا لمسة ايد وحركات ونظرات انا انقهر، القلب بعيد وإلا بقهركم مثل ما تقهروني
- محد حاطك براسه الا انت تعاند عمرك.. وتقهر روحك

عند باب السيارة .. نظرة أخيرة.. وأحضنك أكثر..

- بشتاق لج
- انا مشتاقة لك الحين
- ديري بالج حبيبي
- حاضر.. تصبح على خير..


.
..
...
....




زينب ....

 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس