حسَناً يامَنال ..
سَأُحدِّثُك عمَا رأيتُه عِندما صادقْتُ مَقطوعة الغيم وَ أزهَرتْ الأغنية فِي حُنجُرةِ [ مَكادِي نحاس ]
لـِ ينبُت جِيْلٌ مِن حنينٍ قَديم
وبِـ صوتِها المُتطرِّف في الصِّدق حينَ تَدُسُّ الشَّكوى بحميميّة [ يُمَّه ]
بـِ دفء ربيعٍ أخيرٍ أقسم أن لا يَعُود
كُنت أمامَ بيتٍ عتيقٍ كانَ الشَّاهد الأوحد على اللقَاءات المواعيد ..
وحُجراتٌ بستائر شاحبه ../ ومقعد فارغ ينتحب في حديقة تعمُرها عصافيرُ متطرفة الشوق ..
وطيفُ جار طيب يَحمِل الشَّمس عَلى كَتفِه
وعجوزٌ تغزِل الصوف بجانب موقِد وتسمع بوحُ الصبية حِينَ تختَزِل الوجع فِي أغنية
يا منال ..
كُنتُ قريبة جداً حدَّ أني انحني والتَقِطُ ثمار الحُلم القديم وأمنياتٍ بارَكها الرَّماد
وكيفَ يُصبحون شيئاً جارحاً حين تملأ حيَاتنا الفَراغات الكَثيرة ../ ونمتلئُ حُباً
يكسِرونَ سنابِل القلب بِجفافِهم
و يركَلونَ السنين حِينَ نقِفُ على قَدمٍ واحِدة
يا أنثى المَباهِج الناعِمة ..
الكتَابة التي تتَّجه شمالاً .. ثُمَّ تَميلُ قليلاً جِهة الَقلب
تَعرفُ العمق الضَّارب وتُصيبُنا بشَيء وَاخز
وتَعبثُ بأرواحٍ
مُعارةٍ للحنين
مُرهقة يا مَنال
وخافقة ..
ودافئة
.
.