منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مقطوع من ذاكرة
الموضوع: مقطوع من ذاكرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-2009, 10:49 PM   #1
سعد الصبحي
( كاتب )

الصورة الرمزية سعد الصبحي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

سعد الصبحي غير متواجد حاليا

افتراضي مقطوع من ذاكرة


على غير عادتها هربت الشمس تسحب خيوطها المائلة للحمرة سريعا وبدأت الأرض ترتدي الأسود حتى لم

يظهر من محاسنها شيء سوى بضع قناديل معلقه على أذنيها القبيحين ...

كعادتهما ... جلسا متكئين على جدار متهالك في نهاية الحي ...

اخرج نجيب علبه سجائره وبدأ يدخن ناوله أحمد شيئا ممنوعا فالتهمه دون أن ينظر ما هو ...

كانت السماء صافيه إلا من سحابه واحده حجبت ضوء القمر عنهما عمدا ...

شق صمتهما صوت غناء من الحي المجاور ( لالا يالخيزرانه ... في الهوا ميلوكي ....لالا وان ميلوكي...مالت

الروح معاكي..) فهناك حفل زواج يقام هذه الليلة ...

سأل نجيب : هل تذكر آخر فرحة في الحي ؟؟

احمد : لا اذكر .. لكن آخر مرة فرحت فيها عندما حصل أخي الأكبر على عمل في الجيش ...

_ رد الآخر بسخرية : انه عمل رائع فهو يبعد عنا ألف كيلومتر فقط ...

_ لماذا الحي الآخر سعيد الحظ في كل شيء لماذا ؟؟؟

_ لا اعلم ..ربما لأنهم ملتزمين دينيا ...!!! أو أنهم .... لا أعلم كل ما أعرفه أن النحس يستقبلنا بالأحضان في كل

طريق نسلكه , حتى عند ذهابنا للبحر ..فلا نجد شيئا نأكله ...

_ وفي الآخر بدل نضع السمك في الزيت نضع الخبز اليابس ونتلذذ بأكله ...

_ ضحك الأخر ... وأكثرنا في اقرب مستشفى بعدها ..

مر حمدان( مجنون الحي ) ... وان كانا يشكان انه مجنون ...

بادرهما بصوت عالي : تندبون حظكم مثل النساء أليس كذلك ؟؟ ... يا لكم من جبناء ...

كان يذهب إلى أي وليمة دون دعوة ويلقى ترحيبا من أهلها ...

رد نجيب : وماذا تريدنا أن نفعل غير ذلك يا عبقري ؟؟

رد بثقة : كافحوا ألم تروا بأن اوباما أصبح رئيسا لأمريكا من الصفر....بدل التدخين وحياة الارصفه...

اعملوا في أي شيء ... حتى أنت يا نجيب لا تنتظر الوظيفة بل اعمل قبل أن تأتيك ....لن يأتيك العمل يتوسل

إليك لتعمل ....

وسألهم بسرعة هل ستذهبون معي إلى الزواج ؟؟؟

تبادلا النظرات فيما بينهما وضحكا بصوت عالي ...فهم حمدان أنهم سيبدؤون بالسخرية منه ...

فأنطلق مسرعا ...

صرخ عليه أحمد من بعيد: (سلملي على الفرح )..

وضحكا مرة أخرى ...

فهما برغم الفقر والبؤس اللذي يعيش فيه هذا الحي ... إلا أن أهله لازالوا يحافظون على كبرياء غريب جدا ....

فقد كان أجدادهم أغنياء... لكنهم ما إن يجمع احدهم مبلغا من المال حتى تزوج بأخرى فلم يبق مسن إلا ولديه

امرأتان أو أكثر .... وقطيع من الأولاد لا يعرف عنهم شيئا ....


تنهد نجيب ثم قال :

كثيرا ما أفكر ... انه إذا لم تكن لديك أحلام فلن تنتظر شيئا أبدا وستكون سعيدا لو وهبتك الحياة أي تفاحة ...

فلتعش بلا أحلام أبدا...

رد الآخر بدهشة : مستحيل ....

وأكمل نجيب : أو احلم أحلاما لا دخل للبشر فيها وسريعة التحقق ...كأن تحلم بأن ترفع يدك ... أو تشرب شايا

...أو تكمل تدخين هذه السيجارة ....

سكت نجيب فجأة ورمى سيجارته بعيدا وأشار لأحمد بعينيه ....

تمتم احمد : غير معقول ....

فقد فتحت أمل نافذتها... اللذي لم تفتحها منذ فرح .... أطلت من خلف ستارتها ولم تراهم ... ابتسمت وأعادت

إغلاق النافذة ....

وأكمل نجيب .....

أو أحلم بأن تفتح أمل شباكها مثلا ..........

 

التوقيع



ولا تُسعفني مآذن الحِجاز لأتجاوز حُزني , لستُ مؤمناً بما يكفي لأحتمل فقدك !




التعديل الأخير تم بواسطة سعد الصبحي ; 05-08-2009 الساعة 10:52 PM.

سعد الصبحي غير متصل   رد مع اقتباس