منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - كلُّ العَصَافيرِ بِلا مَنازِلٍ !
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2009, 07:46 PM   #16
سعـد الوهابي
( شاعر وكاتب )

افتراضي


.
.
.
في الغياب المُحدد بـ غياب من نحب تكون الحياة خالية وإن ازدحمت بالكثيرين . .

مع من نحب نُغير قوانين الطبيعة ، ونتمرد على المبادئ ، ونجاهر بالأخطاء ، ونقاتل ببراءة ونفتعل من اللاشيء

اشياء كبيرة ونُصغر العظائم ونُعظم الصغائر . . فقط مع من نحب . .

التحول الطبيعي والتغيرات الجذرية التي تلازمنا مع من نحب بفعلٍ ظاهر مجهول وخفيٍ معلوم هو الحب . .

الحب الذي لايُعرف كنه هذا المخلوق العجيب . .

- هل هو هلامي الشكل ؟ يتشكل ظرفيا حسب الزمان والمكان . .

- هل هو شفاف ؟ نرانا على حقيقتنا من خلاله

- أم أنه مجهول الهوية ؟ وهذا الأرجح

في الحب التفاهم والتواصل الروحي طابعٌ رسمي لكل المعاملات العاطفية . .

فـ العيون لها لغة خاصة بين العشاق / والملامح لها مظاهر فاضحة بينهم

فلاعجب . . إن تفوه أحدهم بما أراد الآخر قوله . .

ولاغرابة في أن يفعل أحدهم ماأوشك الآخر على القيام به . .

وهذه الأنثى . . تتباهى بمقدرتها على الاستفادة من التفاصيل الصغيرة لـ إحالتها لـ اشياء عملاقة / ونقاط تحول . .

والأنثى بطبيعتها لاتُغفل أصغر التفاصيل في علاقتها العاطفية فهي تشكل لها اشياء مهمة وإن كانت غير ذلك

في نظر الطرف الآخر . .

هذه الأنثى ترمي التساؤلات وهي حتماً تعرف إجابتها . .

فهي تعي تماماً أن الحب يصنع بين المحبين جسور عملاقة تزيد من القرب حتى يصل إلى حد الاندماج والتمازج

وهذا مايدعى بالتشابه بعد الكم الهائل من التغييرات في الرغبات والهوايات والأمنيات والأحلام والتصرفات

لتتناسب مع الآخر . . فيبدو لنا أننا نشبه من نحب حتى وإن كنا لانشبهه حقاً . .

لكن الحب هو من يصنع نسبة الشبه الملاحظة . .

الحب يعيد ترتيب الفوضى في صدورنا لـ نصبح أكثر ترتيباً ، تهذيباً

يجبرنا على محاولة مجاراة الآخر للحفاظ عليه . .

قد لانحب من نشبهه وقد نحب من نشبهه أو يشبهنا . . ولكن الحقيقة أننا نحاول أن نصنع نسبة شبه كبيرة

مع من نحب . .

الأنثى العاشقة . . تتحدث بشفافية العشاق . .

فتصور المشهد بـ رومانسية الحب وصدق العاطفة وعمق العلاقة . .

وكأن قلبها عصفور . . وحبك العش / المنزل . .

وفي غيابك بات العصفور . . بلا منزل . .

بحرقة الفقد / ولهفة الغياب . . يغيب صوت نداءاتها في غيهب الاحتياج . . فيبدو منخفضاً وهو على العكس

تماماً يصل إلى الطرف الآخر . .

يصل إلى الطرف الآخر ولكن الخوف من الواقع المرير يحجبه أو بالأحرى يخفض حدته . .

عتبها على محاولة الاستسلام في الحب . . وليد الحاجة لروح المغامرة في الحب لـ يصبح الحب أكثر اشتعالاً

وخوفه من الواقع في عينيها خوفاً غير مبرر فـ لربما كان الواقع اكثر اشراقاً مما تتوقعه . .

هي تبحث عن الغرق في الحب . . في حين يكون هو على حافة الأمان يقيس خطوات قدمه إين تقع قبل أن يتخطى

على طريقٍ يأخذه إليها . .

بين امتعاضها . . من وقوفه على العتبة الآمن وبين اشتياقها لـ خوض مغامرة باسم الحب / الشوق / اللهفة . .

تجد له مبرر في عمق صدرها . . أنه يشتاقها ولكن يتمنع . . لـ يحافظ على خطوته الأخيرة أمامها كـ مفاجأة . .

وتكتشف أنه لايشبهها . . ولم يتفقا في اشياء كثيرة . .

ولكنها تعترف بأنهما غرقا في الحب معاً . .

لـ يتشابها ويتفقا دون أن يعلما . .
.
.
.
سيدة الدهشة والبهجة . .

" منال عبدالرحمن "

( كل العصافير بلا منازل )

مقطوعة شعرية نثرية أدبية . . فيها تماهي ذاتي عجيب . .

حديث ذاتي بين الواقع والخيال والاستفهامات التقريرية والاستفهامات الباحثة عن إجابة مقنعة . .

كل هذه الاشياء أحاطتها لغتكِ بذراعين من أدب وتمكن

فأتى ماقرأته هنا . . كـ قطعة نور . . في أكوامٍ من ظلام . .

أنت مدهشة يامنال . . وكأني بـ كل حرف يسابق الآخر في حضرة قلمك . .

لـ يحضى بـ شرف الكتابة . .

قلمكِ غصنٌ يامنال وقلوبنا عصافير

لله دركِ وسلم منكِ كل بنانِ وبيان

ودام عطركِ المنساب


(احترامات . . طائرة )

سعـد

 

التوقيع






"اللهــم أرزقهـم أضعاف مايتمنونه لي "



سعـد الوهابي غير متصل   رد مع اقتباس