....
...
..
.
ليلة الاثنين كانت الغصص حرّى.. تتوالى.. تخنق الدموع في حسرة تتعاظم وتتعاظم، تلوّح الأيادي، وتجرف الأنامل إلى أمل احتضان جديد... هناك إلى الجزائر، كان وجه أمي دافقًا بالحمرة ولون رمادي يشوبه الوجع، بل يستفيض به، مطار دبي حملني إلى شمال إفريقيا حيث عكاظية الشعر العربي والضمير العربي الواعي فقط ( في الشعر)، سننصر القدس بكلماتنا! ونعود إلى حياواتنا المليئة باللهو.. والقدس مازالت ممتحنة من قبل اسرائيل.. سنتركهم يتولون أمرهم من بعدها.. وسنستلم دروع التكريم ونعود إلى بلداننا كأن الموضوع سبب للاحتفال والتجمهر الثقافي.. لا حيلة لنا بالطبع.. غير أننا أمة الكلام.. أو هكذا يهيئ لي.. حتى شعراء القدس القادمين من بؤرة الاحتلال.. أحسبهم لا يعنيهم أمر الاستقلال فقد أصبح طبيعة عيش يحيْنوه لا مناص منه.. الطائرة تهتز.. كريهة جدًا الخطوط الجزائرية.. كأنك محمول على (حنطور) أو أقدم.. ها هي الأراضي الخضراء تلوح من فجاج الأرض، والبيوت الصفراء الصغيرة تتربع على سفوح الجبال.. رائع هذا المنظر.. كأني أنظر إلى ألمانيا.. لم أتوقع أن تكون بلد عربي بهذا الجمال.. الروابي والجبال الخضراء، البحر الهائل المبدع.. تقترب المناظر أكثر كلما فكر (الطيّار) بالاقتراب من الأرض.. مدرج الطيارات يظهر الآن.. مازال الخضار متوشحًا المساحات.. الشاشة تشير إلى درجة الحرارة البالغة 11 درجة سليزية.. آآآآه، (أكيد الجو روعة) والسماء تميل للغمق.. كأن الغيوم تبشر بهطول أنيق هذا النهار.. او استقبال يليق بقدومي هذه الأرض لأول مرة.. أشعر أنني أحبها كثيرًا.. لستُ أدري لمَ.. ولكن يكفيني أنني أشعر بالحب عما سواه.. يافطة ( القدس في ضمير الشعر العربي) استقبلتنا.. حملت أمتعتنا سيارة طويلة.. كان كل شيء أخضر يرحب بعينيّ للنظر أكثر.. والاستراحة من لون القحولة المعتاد.. منذ 4 سنوات لم أشارك في مهرجان خارجي.. وها هي الجزائر اليوم تدعوني لمشاركتها الشعر وتقاسم الأحلام... كان الشيراتون جميلا جدا بهدوئه.. وبحره الهائل المترامي الذي يوصلني في نهايته إلى كروية الأرض المقعرة.. كان جدير بي أن أترك للأحلام ان تغمض عيني.. بعد رحلة 7 ساعات على متن الطائرة...
.
..
...
....
زينب....