منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - كلُّ العَصَافيرِ بِلا مَنازِلٍ !
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-27-2009, 11:53 PM   #27
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهله محمد مشاهدة المشاركة
يامنال..
هدهدٌ ألقى في حجري نصك هذا...
فتركتُ موعداً مهماً مع البحر,
كنتُ أنتظره منذ جرح ونصف
على طاولة اعتراف دائرية , كالشطآن..
ياصديقة العصافير..
المنازل التي تضيق أركانها بالأعشاش,
لا تتسع موضعاً لقلب...
المنازل التي تضع أصابعها في نوافذها كلما شقشق عصفور,
لاتعرف سوى فوضى الصدى ,وأصوات الراحلين
المخزنة في جدرانها...لذا استنكرت الجمال..!
قاموسها أضيق من استيعاب جمال مغاير...
من مصدر حديث المُتجة..
يفتح له شرفة بين ضلعٍ وآخر...
يامنال...
حُق للعصفور أن يقفل الباب خلفة..
ويبحث عن شجرة لا تتأثر أغصانها الأصداء..
وتقتطع من ظللالها مايكفي لنسيان الراحلين..
لتكبر بحثاً عن صوتٍ عميق ينعشها بصدمة حبٍ مدهشة..

كالصدمة التي تربكني بها لغتك تماماً...


لأنّ الفراقَ عينُ الفرحِ الثّالثة و يدهُ النّابتة و صوتُهُ المفتوحُ على عوالمِ الحبِّ و الوجعِ اللّذيذِ و الهروبِ إلى البداياتِ ..
لأنّهُ كذلكَ يا نهلة نُخلفُ دوماً مواعيدنا مع الاعتراف , و نلجأُ منهُ إلى الذّاكرة ..
إلى ذاكرةٍ مُكابرةٍ تنتقلُ كلَّ مرّةٍ إلى أحدنا .. تتلبّسُ حنينهُ و تقولُ اشياءاً على لسانِ حزنهِ .. لم يلفظها أملهُ قبلاً ..
و لكنَّ حضورَكِ يملأُ فراغَ القلبِ و يتعربشُ على أوردتِهِ , كأغصانِ اللبلاب و الياسمين ..
أمَّا البحر , فكانَ لي نصيبٌ كثيرٌ من زرقتهِ بنوركِ هُنا .
لا عدمتكِ .

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس