[حاتم منصور]

مدخل للتمثيل المسرحي

المسرح بإختصار قصة عشق طويله بيني وبينه منذ زمن فكم تعلمت على خشبته الكثير



هو فن جميل إذ إنه أصعب أنواع التمثيل على الإطلاق فالممثل فى المسرح يتعامل
مع جمهور حي حقيقى يتفاعل معه فى كل مشاهد المسرحية من أول رفع الستار إلى إسدالها
كما أن التمثيل المسرحى هو الأستوديو الحقيقي لأي ممثل فى الوجود فالمسرح يخلق روح من الملحميه والتعاون مع باقى فريق العمل ومع الجمهور مباشرة ومع العمل نفسه أيضا فيتعايش الممثل يوميا ً مع النص المسرحي بكامل مشاهده وشخصياته يكون جديرا بتزويد الممثل بثقافه عاليه فى التمثيل والحركه والأداء وإلى آخره .
وقد نشئ التمثيل المسرحى منذ زمن بعيد ودخل إلى مصر فى أيام الأجداد الفراعنه حيث ثبت ذلك من خلال جداريه فى مقبره كانت تمثل فرقه مسرحيه تقوم بتمثيل مسرحيه وبرديه فى نفس المقبره تحتوى على مشهد مسرحي مكتوب بنفس الطريقة الحديثة الحوارية التقليدية المعروفة



تطور التمثيل المسرحى فى مصر مع بداية حكم العثمانيين


ظهر ذلك بعد إختفاء طويل دام لأكثر من ألف عام من خلال مسرح الأراجوز أولا ً وكان فى الغالب عباره عن مسرح صغير ذو نافذه كالتي في مسرح العرائس ويخرج منها الأراجوز يطلق النكات ويمثل الأسكتشات الصغيره ويكون الممثل
متخفيا ً في الأراجوز خوفا ً من بطش الحاكمثم ظهر بعد ذلك مجموعه من الناس أطلقوا على نفسم إسم

( محبظين )


وهم مجموعه من البهلونات أو المهرجين يقدمون عرضا ًمسرحيا ًفي الشارع مقابل

( الكيت )

أو الأموال التي كانوا يجمعوها من المتفرجين حولهم تطور فن المحبظين بعد ذلك إلى

( المخيلين )

وهو تطور عباره عن تقديم فنهم من خلف شاشه بيضاء مضيئه حيث يظهرون وكأنهم أشباح والذى سمى بعد ذلك بإسم

(خيال الظل)

وبالنسبة للنظره العموميه للتمثيل المسرحي في العالم أجمع



تاريخ التمثيل المسرحي

يحتوي تاريخ المسرح على مجموعه من الأوائل الذين وضعوا أسس التمثيل المسرحي فهناك

(ثيسـبس)



الذي كان أول ممثل عرفه التاريخ المسرحي
و
(أسخيلوس)



الذي يعتبر أول من أستخدم ممثلين على المسرح في آن واحد
و
(سوفوكليس)



الذي يعتبر أول من أستخدم ثلاث ممثلين.
والتمثيل كغيره من الفنون والعلوم كانت اليونان هي منشأه حيث كان طبيعيا ً وأصليا ًو طنيا ًإلى حد ما.
وقد كان التمثيل في بدايته كلاسيكيا ًولكنه في نفس الوقت لم يكن ليخلو من الإندفاع والإلهام والإنفعال وقد كان من رواد هذا النوع

(أسيوب)


و
(بولاس كوينتوس)


وقد كان أخرهم

(روسيكاس)


الذي كان آخر عمالقة هذا الفن.

إعداد وصناعة الممثل :


كان سائدا ًعند القدماء و المحدثين مقولة بأن
الممثلين يولدون لا يصنعون
وهناك مقولة أخرى
إن الوافد الحديث ولد موهوبا على عكس الآخرين
وهو قول مقنع ولكن
* ما الموهبه ؟
* وهل يولد الممثل على شاكله تختلف عن بقية البشر؟
* وإذا كان الممثلون من طبقة مختلفه فأين يقع جوهرالإختلاف؟
ولكن على العموم يوجد هناك رأيان مختلفان في مسألة صنع الممثل :

الرأي الأول :
يرى أصحابه أن الممثل يولد ممثلا ًوأن المسأله كلها موهبه فهم هنا يلغون فكرة تعلم التمثيل بينما يرى الرأي الآخر أن التمثيل مثله كبقية الفنون في حاجه إلى التدريب والتعليم .

الرأي الثاني :
يأتي هناك فريق آخر يرى إلى ضرورة إجتماع هذين العاملين لصنع ممثل ناجح .
وكان من أشهر المتخصصين في فن إعداد الممثل هو المخرج

قسطنطين ستانسلافسكي
[IMG]http://www.doroob.com/wp-*******/images/userimages/upload/2009/03/hamdawi8.jpg[/IMG]

قسطنطين ستانسلافسكي وتدريب الممثل :


يعتبر المخرج ستانسلافسكي
(1836-1938)
من أهم المخرجين العالميين الذين ركزوا على تدريب الممثل وإعداده إعدادا ًجيدا ًمن أجل بناء شخصيته ليشارك بكل كفاءه في أي عمل .


سينوغرافي


(وهي أحد مسميات الأعمال المسرحيه)
يعرض عليه مهما كان هذا العمل الدرامي.
ومن أهم كتبه المشهوره التي تتعلق بتكوين الممثل نذكر:


(إعداد الممثل)
و


(بناء الشخصية)

ويعرف ستانسلافسكي بأنه صاحب أول منهج متكامل لتكوين الممثل في المسرح الحديث.

وقد أسس ستانسلافسكي أستوديو الممثل في موسكو لتأهيل الممثلين وتدريبهم على اللياقه العقليه والبدنيه والنفسيه بقصد إعدادهم لأداء أدوارهم بطريقه علميه وفنيه تعتمد على الإعداد الأولي والإعداد الثانوي والإعداد النهائي مع إحترام القراءه الصوتيه وتحسين النطق والقراءه الحركيه والإرتجال وإستجماع الأحداث الدراميه وتحديد أهدافها والظروف المحيطه بها والإلتجاء إلى الذاكره الذاتيه والتسلح بالمؤثرات العاطفيه والوجدانيه الشخصيه لمعايشة الدور الجديد.
ولابد أن يعرف الممثل الشخصية التي يحاول أن يقوم بها أو يحققها على خشبة المسرح .
ويجب أن يعرف أين موضع شخصيته بالنسبة للزمان والمكان والظروف الشخصيه التي تسبق أحداث الشخصيات الأخرى ومواقفها ،
ويجب عليه أن يكون قادرا ًعلى الإفاده من تجربته الماضيه في الحياه لمعاونته على إعادة إيجاد الحدث الحالي ،الذي يرشح عن طريق الظروف،ويحدده الهدف .

و الكلام لا يمكن أبدا ً أن ينتهي عن التمثيل المسرحي فنا ًوعلما ًوحياة ًولكن كان هذا
مدخلا ً بسيطا ًإلى فن التمثيل المسرحي
وعن هذا العلم الذي أعشقه وهذا ماجاد به قلمي
من الفوائد التي إستفدتها خلال تجربتي في التمثيل المسرحي .



محبكم
الممثل المسرحي
حـــاتـــــم مــنـــصـــــور