رأوه يتمشى بطين المملكه فسألوه لماذا تشتكي الظمأ وتعصر السحاب بعيدا
فأجاب شوقا لجذور المحبه \\
رأوه يعري وجهه بإبتسامه ثم يلبس الحزن ضيّقا ثم يتمدد على اطرافه ويختبيء في عينيه مثل طفل يخبي رغيف جوعه خلف ظهره فسألوه كيف حال ملامحك \
رأوه هناك في تراب الهدى يشعل اشتياقه ليطفي وقته المنتظر ريثما يأتوه اهله لياخذوه الى احضانهم بدفء
فسألوه كم سنة جرّدتك \
فأجاب هذا ما بقي مني منشطرا على روح تهب السراب حقيقة تضرب الجبال لتسيل دموعها على احداق الهوى انثى وغياب
وعلى الاراضي مثل فصول تتوالى لتمسك بيد اخوانها الراكضين وراء الحياه .. رأوه يغرس القلب حيرة من دمه ويهمس لها اين انا ... فسألوه هل الحروف موطنا فاجاب " لقاء وعيون"
ثم تركهم يسافرون معه وعاد يسافر معهم بعد عودته ممتطئا الظلام \
.. خ ...
هيا ارفع بصرك الحاد عن جسدي الممّدد على قارعة صباحك المتفاءل بموتى الاحلام وسجلني حيّا مقطوع السرة ينتبت مكان قصيّ في الذاكرة او عذراء تشمر ساعد الالم لمخاضها الطويل،
يا رشدي "
تشيخ الريح في عيناي بعدما تحيل كل شيء الى دقيقه الاول وليس ثمة ايادٍ تطلب رغيف الجوع من سمارٍ ينتبذ اعلى جبيني. هناك هناك تتجغرف مدائني التي ايقظتها بهمسك واطفال قريتي المدججين بقناعة القدر وبنتاً تنفض رموشها على اورق الدراسة لتتذكر اين سقط اليوم الذي عثرت فيه على خالدكْ.
وفي البعيد اصداء صمت تترنح في مأسورة الحديث المؤجل وتسرد حكاياها في وجهي المحتقن كـ قطعة شفق خرج من رحم الشروق راكضا لوداع ابيه "الامل" هذا الاخير الذي طالما انتظرني لوداعه عند بوابة رحيله اليومي، وبين الاحداق يموج البحر ضجرا بحديثي الصاخب ويهرب مسافرا بسيماءي كـ صيّاد طالما انتظر الرزق فتقاذفته الامواج حتى وصل البحر الاحمر منهك. أخذ يسحب اوصاله عوضا عن شباكه حتى اتاه رزق القدر "انه انت يا رشدي" سأقاتل كل من يكرهك بصمتي"
"انه انت يا رشدي"
تهب غيابي ميلادا جديد وتعيدني الى الساحل محملا بالحب في وقتٍ يتذوقني البعض مالحا "فكيف لذائقتك تحيل الملح الى وطن وتعيدني الى شاطي القصيدة ثم الى بيتها الاول حيث اجد اولادي وام افكاري تنتظرني.
تنقلني في انحاء بيتي بيدك وتهديني سريرا خاص… ثم تقول ينام في سريري لتبدي شيئا من فضلك. انحيت لي بكبريائك واصبحت تسأل وتهتم وتحزن لي وخيّل لي اني بعضك المفقود من حياتك التي كانت بلا معنى. لن اسألك كيف وجدتني ولن اطردك من البيت .. فالسرير سريري والذنب على من القى بك في ساحلي فعد اليه بعد كل مغيب واسأله " هل كان لي اخا في الرمل" ؟؟