سَيِدتي الحَزينَة .
هَمَمتُ أن أعتِقَ ناظِريَّ عَن دَمع اختباءك في لُجَّة عَقيمَة , أمسَحُ وَجع قَلبك بمنديلِ حُبِّنا وأستَظلُّ في رَونق بَعثِ ابتِسامَتكْ , أكوِّرُكِ كـ طِفلَة بعيدَة البراءة بينَ يديَّ الهَرِمَتان وأتكوَّن بكِ في شَكلٍ لا تَملُّه العُيون , أقصيكِ اشتياقا ً ذائِبَ الخَفق وألمَحُكِ كـ فراشَة مَعجونَة بنورِ الملائِكَة , حتى تَركُضَ الأراضين إلى مَنفاها الأخيرِ في حُضورك المملوء تُخمَة عِشقْ في جَوانِحيْ , تروِّضينَ شَمسيَ الخانِعَة لدروبِ البَياض لأستَقيمَ في لُجينٍ فضيُّ الأجواء يجانِب سَماء اللّه البارِعَة , في تَكوين كلينا بصفاتٍ شَتَّى لا يلمسها وَجعُ السِّنين , فتَهبينَ جَوَّ الحَياة مَعنىً بازِغُ الصّيغَة الكامِلة ليتحوَّل المَثوى إلى قَرارٍ فَتيّ يُشبه لَدغة الأطفال في أحلام الرِّضاعْ , هاتِ كُلَّك سيِّدَتي الحَزينَة , أسقيكِ مِن مَنهل نَبع الجُنون سِرَّ الارتواءْ , أرتِّلُكِ سُطورا ً عائِمَة في يَباب لا تَحصُره الخلجانْ , فـ ازفري طَعنَ ضيقِكِ الأخرويّ وتَحدَّثي كَما الماءِ في جَريانِ العَيش, أبيدي وَقفَ الأعضاءِ عَن التَّنفس وقولي الهَوسَ بَديعَ إتيانْ , فـ حُضورُكِ نَجوى وارتِحالٌ إلى جَنَّة وارِفَة تحتَلُّها الحُور الحانيَة بصَوتِها الغَنّاءْ , يا باقيَةً في الأنفاس , خُذيني مِنيّ بشرحٍ وافٍ , تَوِّجيني مَلاكا ً في ربوعِ دُنياكِ العقيقَة , فـ أنا دونَك كما ذَرُّ الرَّمل , أحتسي الشُّرودَ جرعة فائِضَة , أفنَى هارِبا ً مِن فيافي الأرض ولا فيء يَحضُرني غَير طَيف حبك , أتقنك إحساسا ً في ثَمالةٍ حائِرَة , مادّا ً يديَّ لـ وَسَع الآمادْ , أحرِزُ فِتنَةً في دَواخِلك , لأكونَك كما تَرغبينَ يا عَسَل الشَّظايا الفارِغَة , دَوِّنيني صَفحَة في حِكاياتِ أجمَلك , فقصر نَظر البُعدِ غَريب , وأنا في غُربَةٍ دونَ لَحظِ مُرورك , زَوِّديني فُتاتَ أمنية جَديدَة في عَهدك , ومارسي تَكهُناتِ الوَرى في ضَياعِ بَصيرَتي إليكِ , فغدا ً ضوءٌ يَجي في إمتِثالِك واللَّحظة أنتِ بوافِر الإدِّعاءْ , يا صِفَة الوَرد في حَديقَة السَّماءْ , كَفاكِ نَحيبا ً على أرصِفَة العُنوتْ , كَفاكِ لَوعةً تُثيرينها طَفافَ الرّوح , فـ مَغنَمُ جودُكِ البَسيطَة حِرزٌ غاوٍ بشَنق , تُرهبينَ سَوادَ الوِحدَة بغايَة رَوعَتك ويَغفو النَّسيم بلا كَلل في راحتيكِ طَويلا ً علَّ هَواءَ المُضيّ بِك إلى قَمريَّة الوجود يتَّضح أكثر , يا أبيضَ مَكنونٍ علمهُ القَلبُ نَبضا ً وصَوتَ نايْ , لِمَ يَنسَجمُ العَليلُ في ذاكِرَة ذِكرك .؟ ويترتَّب الغَيم في مُعاقَرة كُلِّك .! ؟ , ألأنَّك تَزرعينَ في قَرارِ النَّفس غاباتُ يتطيَّربِها الأجمَعون , أم أنَّ صَفاءَ قَلبَك حاوٍ لجلبَة المَطر الغَزير .؟ سُبحانَ مَن سَوَّى فيكِ الانوثَة , كَيف تَغتالينَ طَرائِقَ حُنويَ فيكِ وتَمزَعينَ لُهاثَ بُحَّتي بـ ألقِ مَجيئك , لَن أملَّ مِنكِ شِعرا ً مَنثورا ً ولَن أقِف بحيادِ الصَّمت ,فكلّي لَكِ أبجديَّة وكلّي لَك إنسان , أحبُّكِ وأرقُصُ بِها طَربا ً إلى لا مَكانْ .