من الصخر تأتي الرسائل
في الليل تدور ..
على لمسات الاصابع حاملة ملمس الحجر الخشن
البهجة الناعمة
من أول الريح تأتي الرسائل
في الفجر تأتي
لتحمل لي لهفة في عيون أحب استدارتها
" سعدي يوسف "
الرسائل ...
في الماضي الجميل .. كنا نكتب الكثير من الرسائل ؛ كل شيء يخطر على البال
أخبار وأحاديث تنسجها اللحظة السريعة ، كانت كواجب للتواصل ولتلبية رغبة
ما في انفسنا ، ورغبة الآخرين في الشعور بأهميتهم بالنسبة لنا ...
اليوم .. تغيّر الحال ، اصبحنا نكتب الرسائل لمجرد الاحساس بأنك ماتزال على قيد الحياة
وأنك تسكن خلايا الكرة الأرضية وغشائها ؛ أصبحت الرسالة ملجأً للقفز من وحل الألم
ومن طغيان الوِحدة ، ومن جحور الظلام الدامس ..
لم تعد الكتابة بغرض الحب والواجب .. ولا بغية التواصل ، بل من أجل أغراضٍ أخرى
منها الاحتياج للفضفضة مع الطرف الآخر ، هذا إذا سمح لك الطرف الآخر بالحديث معه
عبر المراسلة ... ففي أغلب الأحيان يهملها ويعتذر بالانشغال ..
لديّ .. ثروة من الرسائل القديمة وصور لصديقاتي اللائي اتجهن إلى ميدان العمل
والانشغال بالحياة العملية والأسرية ...
لذا ؛ تأتيني لحظات شجن واتمنى .. أن اعيش في العصور السابقة ...