[محمد مهاوش الظفيري]

الشعر العامي قديم , ولعل أوائل من كتب به صفيّ الدين الحليّ

والذاكرة تحفظ هذا البيت لأحد الشعراء في أواخر العصر العباسي

يا سيّد الساداتْ ...... لكْ بالكرمْ عاداتْ

وكان أمير الشعراء أحمد شوقي يتخوّف من الشعر العامي , لِمَا رأى من تعلق الناس بشعر بيرم التونسي

القضية قديمة , والجدال حولها لا ينتهي

أصبخ الشعر الفصيح والشعر العامي رافدان يرفدان الثقافة العربية هذه الأمة , ولِمَا للشعر العامي من قبول لدى النفس ولسهولته في التعاطي مع الأحداث المتلاحقة ولقبول الناس له جعله يتفوق على الفصيح في هذ1ا المجال

وهناك نقطة لا بد من الإشارة لها , وهي انكفاء الشعر الفصيح على نفسه , وجلوس أصحابه في أبراج عاجية , وتعلقهم بالآخر

خذي مثلا

تغني المقالح بساحة بكين الخضراء أو الغراء كما وصفها

البياتي يتغني بأطفال وارسو

وهناك من يتغنى بعمال مناجم الفحم في روسيا أو جنوب أفريقيا

هذا الإنسلاخ من الشارع العربي , لا بد أن يواجه برفض من رجل الشاعر نفسه