منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - محمد الوبير في شاعر المليون , وأزمة الطيور المهاجرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2007, 03:30 PM   #1
محمد مهاوش الظفيري
( قلم نابض )

افتراضي محمد الوبير في شاعر المليون , وأزمة الطيور المهاجرة


بعيدًا عن الشخصانية والإحساس بالتهميش الذي نلمسه في تعاطي بعض المعنيين بالأدب الشعبي حول مسألة " شاعر المليون " التي شغلت فكر الناس والمتابعين , رغم اختلاف مشاربهم حول هذا الموضوع .
ليكن ما يقال عن هذا البرنامج ذي الطابع المادي الصرف , ليقل عنه الجميع ما يقولون , وبعيدًا عن النظرة التأطيرية لهذه المسابقة , وباعتبار ما يقال عنها صحيحًا أو قريبًا من الصحة , أرى ــ وهذه وجهة نظري ــ أن هذا البرنامج تكريس " للقَبْيَلة " المقيتة , وتأزيم للوضع المتأزم من الأساس , المبني على الإنكفاء الذاتي على النفس , والتقوقع في بوتقة ضيقة من الوعي , تحول بيننا وبين ما يجري حولنا من قضايا كبرى قد تعيد رسم الأحداث من جديد أو " تلخبط " الأوراق المتبعرة أصلا .
لا أحد يختلف معي ــ وهذه نقطة يتفق عليها الجميع ــ أقول : لا أحد يختلف معي في احترام الشخوص الموجودة في منصة التحكيم , ونقدر جهودهم المبذولة في ما يقومون به , فهم يقدمون أفضل ما لديهم , رغم أنني قلت سابقًا في مداخلة على أحد المواضيع " مسالة شاعر المليون أشبه بسباق " المزاين " الذي يقوم هذه الأيام لاختيلر " ناقة العرب " 3.
إن حالة الترهل المادي وكثرة الأموال الخليجية ولّدت لدينا مثل هذه البرامج الاستهلاكية , والمدمرة للذوق والوعي . وبصرف النظر عن نوايا القائمين على هذا المشروع الضخم , وعن احترامنا لهم ولِما يقومون به من جهد , أرى أن الشاعر الحقيقي والمبدع الحقيقي لم يحمل شهادة اعتراف أكاديمية تجيز له الإبداع , فما بالكم بمسابقة طابعها العام الشهرة وهدفها المعلن الحصول على المليون , كيف ولا وهي المسماه بــ " شاعر المليون "
إنني أعرف أحد المتسابقين بشكل شخصي , ولو أرجع الأمر لي أو أخبرني بعزمه قبل المضي بهذا الطريق لنهيته عن ذلك ما وسعني الأمر , ولكن الناس لهم قناعاتهم التي لا بد من احترامها , مهما اختلفنا مهم حيال هذه النقطة أو تلك .
حرص القائمين على المشروع على المشاركات التقليدية العمودية لتحقيق رغبة الانتشار وتكريس ثقافة الحضور حتى لو على حساب المنتج الشعري ككم لا كنوع . إن إقصاء شعر التفعيلة عن هذا المنبر الإعلامي لدليل مقصود أو غير مقصود ــ مسألة الحكم على النوايا , الزمن كفيل بها ــ أقول إن هذا الاقصاء للهروب من محاولات الشعراء التجديديين الذين فرضوا أنفسهم على الساحة , ومن أجل ان تحلق اللجنة بمن تشاء ودون أي ضجة و هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى , لأن الشعر العمودي غالبًا ما يكون مكشوفًا في مضمونه وفي محتواه نظرًا لوضوح شكله العام حتى للذين لم يدركوا من الشعر إلا الوزن والقافية ــ كسمع لا كدراية ــ وهذه الطرق من السهل تجاوزها دون أي مشقة
" , ورغم اقتناعي بما قلت وعدم النكوص عنه , أعتقد أنهم لم يحسنوا التعامل مع النصوص كما ينبغي .
ما أثار غضبي أو حفيظتي ــ لا أدري أيّهما أولى بهذه التسمية هنا ــ هو استبعاد نص الشاعر محمد الوبير , وهنا لم أقل الشاعر محمد الوبير , لأنني معنيٌّ بالنص دون الناص , مع العلم أن المسابقة تدو حول الناص " شاعر المليون " , وهذا مما يجعلنا نثير عدة أسئلة حول هذه التسمية , وهي الاهتمام بوسامة الشاعر وإلقائه للقصيدة , ومدى قدرته على " استدرار " عطف الجمهور , وكسب أكفهم للتصفيق والتصويت له .
نعم .. احترمت اللجنة ككل , عندما استبعدوا قصيدة مدح لبض الحكام لأنهم في مسرح لا في بلاط سلطاني , لكن من حقي كمتابع تسجيل هذه الملاحظة عليهم , وتمريرهم لقصيدة الشاعر الإماراتي الذي أصر بالتعريف بنفسه بــ " الأعزب " التي لا تحمل من مقومات النص التقليدي إلا الوزن والقافية مع التحفظ على المعنى , وكأن الأمر دُبّر في ليل .
أرى من الأخطاء لتي وقعت بها اللجنة , سؤال الشاعر هذا السؤال التقليدي " ماذا تقصد بالشُّرف والشُّرفات ؟؟ " على سبيل المثال ثم هذا السؤال الغريب " ما معنى كلمة ( كذا ) " , وكان عليهم سؤاله : لِمَ استخدمت هذه الكلمة ( الفلانية ) هنا ؟؟ , وهل هذا التوظيف يخدم النص الذي أنت في صدد طرحه على مسامع القراء .
وهناك ملاحة أخرى و وهي إسقاط الأمور الخارجة عن النص على النص كــ " غسل الجنابة " أو " السيدة مريم العذراء ـــ عليها السلام " , علمًا بأن لفظ الجلالة " الله " ــ سبحانه وتعالى ــ تم توظيفه في الشعر و ولم يكن حائلا بينه وبين الإبداع .
هناك نقطة لا بد من الإشارة إليها , وهي عدم حضور الشاعر حمد السعيد حلقة الثلاثاء المنصرم بحجة القنص والتولع بالصيد , ومهما سيقال عن هذه النقطة من مبررات , فإنها ستلقي بظلال من التساؤلات حول هذه المسابقة , إما عدم اقتناع هذا الرجل وهو الشاعر حمد السعيد والذي لا أكنّ له إلا كل احترام وتقدير , أقول : إما عدم اقتناع هذا الرجل بهذه المسابقة , أو وجود خلافات بين أعضاء لجنة التحكيم لم تطق الصمود خلف الكواليس مدة أطول مما مكثت , أو أمورأخرى يعرفها بعض المقربين من أعضاء اللجنة قد تكشفها الأيام القادمة .

 

محمد مهاوش الظفيري غير متصل   رد مع اقتباس