منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - (( نِثـَـــارُ وَدَع 2 ))
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-25-2009, 05:51 PM   #517
نهله محمد
( كاتبة )

افتراضي


إلى نجود ....




معاً أُصبنا بلعنة الأمكنة ...
فينا استعرض الحزن عضلاته بذات القوة ...
أظن بأني أحكمتُ إغلاق الباب الذي جائتني منه الصرصر...
أمّا أنتِ فراهنتِ على حديديتكِ , حتى مال بكِ جذعها ..
يُرعدني القلق عندما أجدني قبالة ظلك المقلوب حزناً
وفي كل مرة أسألكِ عن الحال ,
أكون مسبقاً قد أحصيت عدد " الشّيبات " الجديدة لأتأكد من أن كبريائك مازال بصحةٍ جيدة..
الثلاثون ليست طريقة للحزن حتى الحتف ..
إنها طريقة أخرى لتحسس العمر ياصديقتي ...
طريقة لتجريب مرحلة من النضج بلا رجل يقاسمكِ دفة التحكم و دفء الأغطية .....
المحطات , مليئة بخيبات الانتظارات وشظايا المنتظرين ...
الحقائب ليست الوسيلة الوحيدة للتعبير عن مسافة ونقلة...
وكذا الطرقات لا تختصر معانيها حقائب ولا محطات ..
قبل زمن من النسيان , سمعتُ بأن نجماً هوى في ساحتكِ
لكن القبيلة أصرّت على تسوير رغبتكِ بأنانية ...
تذكرتُ الطاولة التي شهدت علينا
يوم قلتُ لك: ( لا أجد المسألة تستحق كل هذا التزمت الغير مبرر )
فقلتِ بفرحة العشرين , مزهوة بعلو النّسب :
( ظفري كثير على رجل من غير قبيلتي )..
أطرقتْ ...
لأني آمنتُ بأنكِ آنفاً ستدفعين ثمن الحُمق بحمق جماعيّ ...
وها أنتِ توزعين أظافركِ في شارع الحزن العام على شكل باقة ورد جذابة ..
بل وتبحثين عمن يقتنع بها بقلب قبل عقل ..
القلوب ليست طريقة للخلاص من مصير ما ...
استخدامها كأطواق نجاة يعد مجازفة بحدين مُغرقين..
وحدها القناعة بالجرح تجعل منه أخفّ وطأة ...
المواجهة بالاقترافات أيضاً كَمّادةٌ أخرى للــ"دَمَامِل " الملتهبة ...
بالأمس بكيت لكِ كما لم أبكِ من قبل ..
إحداهنّ رأتكِ في حفلة مجنونة ,
قالت تقصدكِ :
( لو أنها بعثت فستانها معي وأجلسته على الكرسيّ بدلاً منها لكان أفضل من وجودها )
كل ذاك الصمت ليس من فراغ ...
أنتِ الوحيدة التي لا تختار صمتها إلا إذا كان الكلام فعل لا يجدي الجراح ...
أنتِ الوحيدة التي عرفتُ فيها فماً مقفلاً على رائحة آلامها برمز حماية ماهو إلا اسم زوج ضائع ..
أنتِ الوحيدة منّا التي انتحرت كأوراق الخريف بحسن نيّـــة ...






للذاكرة:
أحنّ بقوة لذاك البستان , لتلك الجلسة الرّابية ...
لانشغال عينيّ أبي بأبيكِ , ونثر " اللب " وفوضى أوراق الشجر ..
أحنُّ لانشغالنا بجمع القشور , وشرائط اللوز المعقوفة ..
أحنّ حتى لارتباك عينينا خوفاً من كلاب الحراسة ...
لآلامنا ونحن نجرب المشي حفاة على الأرض ..
يومها تعديتكِ صبراً واكتشفتُ طالعكِ ببراءة ...
أدركتُ أن الثراء لن يعطكِ ما أعطتني الحاجة ...


( هذا الحزن الجميل يشبهكِ كثيراً )

 

التوقيع




لم يكتب فيّ أحدٌ قصيدة واحدة ..
ولا ربع كلمة !
كنت دوماً خلف كواليسهم أرقبهم يُقرون
بأن الضوء يتسرب من يدي ..
بأن واحة اعتدل حالها عندما كتبت عنها ..
بأن سنجاباً تأقلم مع صحراء عندما غازلته بأُقصودة ..
بأن المسارح غطاها الغناء ونفضت الغبار بالستائر ثم غسلتها بحبري ..
بأن الجحيم سيصبح بارداً أكثر كلما راسلته .. لديهم أمل أن ينطفئ ..


التعديل الأخير تم بواسطة نهله محمد ; 06-25-2009 الساعة 05:58 PM.

نهله محمد غير متصل   رد مع اقتباس