....
...
..
.
لست أدري كم مضى على توقّف المطر، الصيف يقبع برطوبته المقرفة على نوافذ نظري، عباءتي امتلأت مساماتها بذرات الندى العالقة في الهواء.. إييييييه يا أبوظبي، أحبك رغم عرقك المتمكن من أجوائك، حتى وأنت في كامل رطوبتك، جميلة وحميمة.. تلفحيننا بصيف غاضب، نهارًا الشمس حاقدة، وليلاً النسائم بخيلة.. هكذا تمر أيامك يا أبوظبي، وتمتلأ مواقف مسرح شاطئ الراحة بالزوار والجمهور الجاد وغير الجاد، وأنا هناك على مقاعد الـ (في آي بي) أنظر إليه في شغب، محاولة التمكن من معرفة شيء ما .. لم يخطر ببالي بعد، أتحيّن الفرص كي أقفز من الكرسي إلى الضفة الأخرى من المسرح في دقائق الاستراحة الدعائية المتقطعة بين الحين والحين، نظراته الثاقبة تخترقني ..أكاد أرتبك.. أقف، أتنهّد ، أستجمع حضوري المعتاد وابتسامتي الوردية العفوية.. لم أقصد أن أثير الزوابع ليلتها.. أعني زوابع غيرتك ...... لم أتعمد الضحك مع ذلك الشاعر المزعج ذي المحاولات الفاشلة في إغواء الفتيات.. والمحاولات الكثيرة التي يتخذ من الشعر سلمًا هزيلاً كي يصل إلى مآربه الشخصية.. ربما هيئته (المتواضعة) لا توحي بخباثة نواياه، أو ربما لأنه لا يتمتع بأي كريزما رجولية ولا حتى أي نوع من الكريزما.. كل ما يملكه لسان ثرثار كباقي الشعراء المفرغين.. ها قد استراحت مؤشرات الساعة عند 1:30 بعد منتصف الليل، لنخرج سويّا، ويطرق صوتك باب انتباهي، ثمة في نبرتك ما يبلغني بانزعاجك.. لم أعرف السبب، ولم أصل بإدراكي أن الوقوف أمام عتبات الشعراء قد يخنق غيرتك.. لم أفتكر لأي شيء أثناء اجتيازي ضفة المسرح (إلاك).. هناك الذرائع كثيرة.. كي أصل إليك وسط حشد الشعراء المشاركين وأولئك المزعجين الحاضرين.. أولى حلقات البرنامج كانت محبطة شعريًّا، مازلت أثرثر عن الحلقة حتى تسكتني يدك التي قبضت على يدي بقوة..
ليش ضحكتِ مع ......
متى؟
نسيتِ ولا تستهبلين
!! ما أحتاج استهبل.. لأني ببساطة ما قصدت الوصول لردهة الشعراء إلا عشان ألتقيك لأن حضرتك ما تبا تقعد في الجهة اللي انا قاعدة فيها !
انزين خلاص
شو خلاصه؟
خلاص فهمت ان المسألة عفوية بالرغم اني تضايقت من كلامج الكثير مع فلان وعلان
آها.. كلامي الكثير !
أقصد وقوفج اللي طوّل
وقوفي اللي كان بسبب شو؟ انت عارف اني ما اقصد ازعلك ولو اقصد انا مب جبانة بقول لك قصدت اغيظك
خلاص حبيبي قلت لج .. المسألة وفهمتها
خير ان شاء الله، اتمنى ما تحطني تحت السندان وتظل تخمّن علي..
انا ما اخمّن، انا جيت أسألج.. بعدني ما خمّنت ولا حللت
ماعليه حصل خير.. واذا لقيتني ف لحظة زودتها بدون ما أشعر .. نبهني.. وانا طوع أمرك يا عمري
اعرف انج ماتزودينها.. وانا عاقل اقدّر الحوار وتبادل الأفكار
ليش انت تظن ان مثل ها الناس عندهم أفكار؟ انا ما ألومك.. بس عشان ما ينقال اني متكبرة وما أقعد وما سولف والقيل والقال السخيف هذا اللي يدور في حوارات الشعراء التافهين.
على قولة صلاح فضل، لعنة الله عليك.. انا اقول لعنة الله عليكم يا الشعراء..
انتهى المشوار إلى ما بعد ذلك السور ذي المواقف الكثيرة.. نظرة الليل لم تفتني ، حفظتُ درسًا جديدًا.. تعلّمتُ ألا أجرحك وإن لم أنتبه.. سأكون متيقظة في الأمسيات المقبلة، بشرط؛ ألآ تمنعني من المجيء إليك بحجة التحدّث إلى المتسابقين....
.
..
...
....
زينب....