شمَّرت والدتي عن ساعديها تأهباً لخطب لا يستشعره إلاّ قلب أم وحيدة .. وشدّتْ نطاقها على وسطها استعداداً لتكافح متاعب الطريق التي ستعترضها ..
وأمسكت رحاها لتطحن مصاعب الحياة التي ستواجهها من أجل توفير كل ما نحتاجه ..
لا سيما و أنها وحدها في هذه الحياة إذ لا أخاً لها ولا أباً ولا عائلاً يعولها ويساندها في محنتها هذه ..
كانت تعلم أن القادم من الأيام سيكون عبئاً ثقيلاً قد يرهقها حمله ..
ولكنها اتخذت من الأمل عصاً تتكئ عليها ومن الصبر سلاح تواجه به ذاك العبء ..
التجأت إلى الله كثيراً في غالب وقتها لم تترك صلاة الضحى ولا صلاة التهجد ..
كانت تصوم الاثنين والخميس وحتى الأيام البيض ..
اقتربت من الله ذراعاً فاقترب هو منها باعاً ..