
بعد ليلة صاخبة بصحبة هواجسي استسلمت عيناي للوسن على بدايات الفجر الأولى ..
ثم استيقظتُ مبكراً بعد عدة محاولات من والدتي .. وكعادتي اليومية مع مرآتي وهندامي ..
لا أدري لمَ أسهبت هذه المرة في زينتي ربما لأن تكلّف غلا في زينتها هو محور هاجسي وشغلي الشاغل طوال ليلتي الفائتة !!
وصلتُ للجامعة .. وقد سبقتني هذه المرة سماح وكأن قلبها قد دسَّ في ثناياه بعضاً من أمر النتيجة ..
و إن هي إلا دقائق معدودة حتى وصلت غلا التي لم تتكلّف هذه المرة أو ربما هو عقلي الباطن قد ألف منظرها مما أدى إلى محو كل غرابة قد تكونت داخلي ضدها ..
وبعد انتظار دام حوالي نصف الساعة خرجت السكرتيرة وفي يدها مجموعة من الأوراق اختلفت ألوانها مابين الأبيض والأصفر والأخضر ..
وذهبت إلى مكانها المخصص لعرضها وألصقتها فيه ثم أغلقت عليها الباب الزجاجي كي لا تطالها يدٌ عابثة ..
عندها أخذن الفتيات يتزاحمن لقراءة النتائج منهن من كانت تقفز فرحاً ..
ومنهن من ارتسمت تعابير الخيبة والحزن على ملامحها ..
وحدي بقيتُ بعيدة أرقبهن وخوفٌ داخلي كان يمنعني من الذهاب لرؤية النتيجة ..
وألقيتُ بهذه المهمة على عاتق سماح .. التي اختلطت على ملامحها التعابير مابين فرح وحزن ..
بالرغم من ذلك لم تفارق ثغرها تلك الابتسامة التي اعتدت على رؤيتها في كل الأحوال ..
جاءتني مسرعة احتضنتني وأخبرتني أنني من المقبولات ..
لم أفرح .. أو لنقل أن فرحتي ظلت معلقة على جدار الانتظار كلوحة رسام علقها في معرضه ونسي أن يكملها ..
داهمتها بسؤالي وصدى صوتي يعود إلي ممزقاً من الخشية ..
_ ماذا عنكِ ؟!!
أجابت واللامبالاة التي تميّزها لم تتغير ..
_لم يظهر اسمي ضمن المقبولات .. !!
