اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهله محمد
محظوظة أنا في جاذبية الريح ,
أجلس وتقابلينني يامنال , وعلى جانبيكِ ظل مشطورلوطن وغربة
وكوب واحد من الفقد نتقاسمه أربعتنا ...
" لا أفتقدك " ..
هذا النفي الذي لاينافي الكبرياء موغل في الألم
حين نعلم بأن المسألة ليست إلا لهج بكذبة نريد الإقتناع بها رغم أنف الفقد..
" لا أفتقدك " ,
أخالها خرجت كقطعة من قلب لم تجد لها وطن يجيد إعادتها بحرفة جراح
في مكانها المفترض لتنسجم مع أنسجة الحب ..
" لا أفتقدك " ,
صرخة تحلق بأكثر من جناح , تعير الأرض ظلها ليسد الصدع الحقيقي
لفقدٍ كإلتئام أكثر من فوهة بركان في أشسع مناطقها وأوجهها حزناً ...
يا منال ,
مواربة مشاعرنا مرهق ,
كالذي يحاول ألا يظهر في مرآة لو مر من أمامها ..
والمثلث حاد الزوايا
-الغربة , الوطن والفقد -
جارحٌ بالنسبة لمن لايجيد انتقاء نقطة وسطى,
منها يتواصل مع رؤوسه الثلاثة على طريقة التنقيط الوهمية
حتى لايترك مجالاً لتسرب الألم إليه من جديد ,
يكفي أن يحصرنا من جهاتنا الأكثر التصاقاً بأحلامنا ..
:
:
ولا أروع من وقفة أمام بحرك يامنال والموج عالٍ , عالٍ عالٍ جداً ,
يغسلنا بالملح , يطهر به جراحنا المفتوحة على المقبل من مخاوفنا ..
يا سخية , تابعي...
|
نعم يا نهلة , مثلّثُ الغربةِ حادٌّ و في زواياهُ يتجمّعُ الفقد ,
تخيّلي أن تستحيلَ ذاكرتكِ الّتي ادّخرتيها لأجلٍ بعيدٍ من الوحدةِ
و العمرِ البطيءِ الّذي سيمرُّ أبيضاً على الرّوحِ و الجسدِ
إلى ذاكرةٍ مؤقّتةٍ تجترّها المواقفُ المؤلمةُ كلَّ يوم ,
و تعيدُ على الوطِن شريطَ الحنينِ المتكرّر و العتبَ المتكاثر .
عندها يا صديقتي لا مجالَ للهربِ إلّا بالحبِّ ,
حبِّ الأشياءِ جميعاً بدءاً من المطرِ و انتهاءاً بدمعهِ على أوراقِ الشّجرِ
الّتي تزيّنُ صدرَ الأرضِ خريفاً .
بحّارةٌ بارعةٌ أنتِ يا صديقة ,
تجدّفينَ برفقٍ بينَ ضفتيّ الرّوح ,
فتحركينَ الرّاكدَ من الحبّ و تلامسينَ برفقِ أشعّةِ المساء وجهَ الحزنِ ..
حيثُ تكونينَ يكونُ الدفء .