
غداً لن تكون الطُرقات مزحومة بالأهازيج
ولن تتمايل أعمدة الإنارة مع أناشيد الأطفال ....
سيأتي القرقيعان .. في تكلف بغيض .. وصامت ...
لن تبتسم السماء .. وتهدي كُل طفلٍ كيس الغيم ..
ليدور على المنازل .. ويملأه .. بالحلوى ...
غداً سيمُر القرقيعان ..
بلا عبير بساطته .. وبلا فراشات ترش القُزح ..
لن تصحى الشمس لتترك هدية أناملها على ثياب الفتيات ...
ولن يطل هذا الشغب اللذيذ من ثياب الأولاد ...
ولن تتبرعم الأمهات عند الأبواب .. لـ
تمسك آنية قلبها .. وتضع في قلوب الأطفال
الحلوى ..
يآآآآآآه ...
كانت أبواب البيوت حينها أشبه
بمغارة علي بابا .. والـ أربعين حلوى ...
أصوات الأطفال .. والعصافير الواقفة على
حبالهم ... تغزل الأناشيد ...
السماء تعجب من رائحة الجنة
الممسكة بقلوبهم ...
يُمسكون الغيم .. ويجمعون حلوى المطر ...
المغلفة بالقُزح ...
الفتيات يرتدين الثياب الـ طرزت أصابع الشمس أطرافها ...
تسمع ضحكات البساتين في دربهم .. حين تمسها رائحة الجنة ...
العالقة بأرواحهم ...
والمتباهي حينها ... من يُثقل
كيسه النحيل بالمكسرات والحلوى والبسكويت ...
الأمهات .. تجدهن .. يلتفتن مع كُل
عصفورة تفقس في يمين الأطفال ...
ومع كُل أغرودة تخبأها أجنحتهم ... البيضاء ...
حينها فقط تُصبح كف الأمهات ...
تُمطر .. المكسرات
والأناشيد تهتز وتعلو قامتها ...
و...
قرقع قرقع قرقيعان بيت قصير ورمضان..
عطونا من مال الله يسلم لكم عبدالله..
عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم ...يوديكم لأهاليكم..
ويلحفكم بالجعد عن المطر والرعد

* الجعد : أي وبر الأبل