اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جُمان
بحضْرةِ الشُّهود مِن الملائكة تِلك التي تَحفَظُ يَقيني بِما تَكتُب وتستَودِعُه في كِتابٍ مرقوم
وبعَقيدَةِ العَجائز الطيبة حِينَ تؤمِن بالفأل كُلما خامَرها هذا العدد المُنبَجس من غيمةٍ
تتصدَّعُ ببرقينِ ورَعد ولا تنظُر للأسفل ..
وبالريح الكريمة حين تؤزها وتسرِقُ وجهي في طريقها
ومُنذ إشارةِ النصر حين تمتدُّ الأمنيات بين قطبيها باتساع السَّماء
وأنا انحَازُ إلى ما قبل االغيث وما بعد المرآه الكافرة والخُطوة البَاقية بينهما في هذا النص / النصل
أقرؤك يا قَصائد بعينِ وقلبٍ وسِنَّارة وأتضاءَلُ أمامَ كثرتِك المَحمودة ثُمَّ أعودُ إلى الصِّفر
لأبحَثَ عَن عَيني وقَلبي وبَعضُ أثرِ الطُّعم القديم
يَا جمال ..
زِحامُك مَلكوتٌ يُسبِّح بدَهشةٍ ينوء عنها كاهِلُ الطينِ ..
يسلبني صوتُ الشعر العالي جداً ويسرِقُ بعضي لاستَرِدَّ نَفَسِيْ نَاقِصاً
وما زِلتُ أستمع إليك بأذنٍ واسِعة ..وأحزِم عيني بالشَّمس
وأتمعّنُ في نصِّك ثلاثاً
ولَم أنتَهِ من القِراءَة بعد
.
.
|
"
بائعة الثقاب في صقيع ليل الغرباء
إن أكواخ العزلة محاطة بغنائم الحطاب الذي سابق الريح قبل أن تلتهم النار غابته الصغيرة، وقدم ليَ دفء المسافة الفارقة ما بين المولد والعدم، ولكنه نسيَ أمر مواقدي المسلوبة، ومشعل اللهب المصاب بعطبه الخالد منذ يوم الخذلان المعهود. جاءني الحطاب وأنا الذي يرسم خارطة الصحراء ببياض الجليد، جاءني ولا وقت يومها للخطابات والشعارات المخملية الفارهة، وحدث أن استأذنته لأقرر أمامه الابتسام، فشاخت على الفور أرزة أخيرة بجوار نافذةٍ مكسورة، وفرت إلى القبر بجعة يافعة.
كل هذه الطقوس كانت ومازالت رواية البحر لي منذ سنون ثلاث، وكأن المرفأ يعلن بأن القادم لن يجزِ المرحلة بنفعٍ أو يصيبها بلعنة ضرر، وما كان مني إلا أن أخرجتُ مدوَخ الغليون من صندوق عفش العمر، واستأذنت السلالة المخمورة أن تسمح لي بإشعال آخر جمرة في تتَنِهَ، ومنذها وأنا المنطفئ أكملي من تحت دماغي المحروق!
جمان
احرسي النار طويلاً، فالصقيع حولنا أشدّ بكثيرٍ عن وطأة التتار التي محقت النهرين، واشعلي أغنية (العابرين فوق الجسر) بينك وبين الناجين بعيداً من جفاف البلدان.. وأنا قد أكون من بين الصفوف، لأسمعك.
ألف شكرٍ.. وحمامة تبحث عن غصنٍ تقيده الحياة، أرسلتها للتوّ إلى قرى جمان المتحضرة بالعمر المديد.
"