هِيّ الطُفولة .. هِيّ الذكريات .. هِيّ الأُمنيات .. هِيّ البَحر .. هِيّ الشَمس ..
هي الليل .. هِي أنا ..* إسقي كل البحر .. من طلك عذوبه ..وانثري ضيك عليه ..
في المساء مر .. وشذى عطرك في ثوبه ..وماسك الشمس بأيديه ..
وش عليه يلعب فـ شعرك هبوبه .. ويغسل أقدامك في مده .. ويكتم أسرارك في جزره
ويلقى في رملك لـخده لا تعب .. حضن ومخده .. وكل ما جا الطاري في عرس وخطوبه ..
وقلنا مين هي العروس .. قالوا : جده
كَيف لي أنّ أختصر كُل الحُبِ لكِ ! هي هِيّ مُجازفةٌ مِنّي لَم أتوقع نتائِجها علي ..!
كَمْ أحتاج ..؟ وماذا أحتاج ؟ لـ أصرخ في الكون [ إييييييييييه ياجدهـ ] يا أمي .. وأختي
وَصديقتي .. وبيتي .. ومدينتي .. ووطني ..* لسا صوتك أسمعه .. آخر أيام الربيع
ويالمنادي في الطريق .. وش تبيع ... بأشتري عمري العتيق .. لو تبيع
ولسا كيلو اربعه له مكانٍ في النفوس ..وتبقى أيام الرطوبه والطفوله .. والجري تحت الشموس
وَحدها جِدهـ وإنّ قضيتُ عُمري كُله بِها لن أمِل حرارةُ أرضها .. ولنّ أضجر مِنّ جفاف سمائها ..
ولنّ يُزعجني ضَجيجِ شَوارعها .. ولا إرتِباك زوارها وَعبثَهم فِيها ..
وَحدها [ جدهـ ] التي قُلت لـ والدتي إن حدث ومُتْ [ إدفنوني فيها ] لا أُريد النقل لأي مكان آخر ..
شيعوا جُثماني بِها .. وأكتبوا على كُل شارعٍ بها [ كانت تُحِبُكِ جداً ] هِيّ كانت تؤمن بـ مَعنى الإنتماء للمُدن
وكأنها وَطن صَغير لـِ ذلك آمنتْ بكِ فَكتب وَصيتها بأن تَحتَظنَها تُرابُكِ ... * إسقي باقي العمر من طلك عذوبه ..
وشدي أوتار الحنين .. مثل عود .. واعزفي قلبي يعود ..خصله من ليل الظفاير .. وضي من قمر الخدود ..
نرخي الماضي ونشده .. خيط قي البحر و جلب .. ولو رحلنا عنها مدة .. وقلت أسماك الشعب ..
تبقى دايم هيَّ جده .. وهي مكان اللي نحب
تبقى دايم هيَّ جده .. وهي مكان اللي نحب
تبقى دايم هيَّ جده .. وهي مكان اللي نحب

* بدر بن عبدالمحسن 