مقال بعنوان [ عيب شعري ]
ينصب جل اهتمام النقاد والكتاب ممن سخروا أقلامهم للكتابة عن الشعر بجميع أنواعه بتسليط الضوء على قضايا تهم الشعر ومتابعيه وللأسف إن هذه القضايا تتزايد حيث بات الأمر أحياناً لا يحتمل.
ومن الأشياء المهمة التي تطرق لها البعض هي سلامة الشعر ومعالجة كل الأمراض التي تعاني منها الساحة الشعبية والشعراء على حد سواء، إذ كانوا يبحثون عن كيان سليم خال من العيوب، يمنح المتعة لمن ينشها من رواد الأدب والشعر على وجه الخصوص ومن العيوب التي يعاني منها هذا الجسد هي ثقافة الشاعر وحسن اختياره للكلمات التي ينسج بها قصيدته ويحولها من قصيدة إلى لوحة باهية الألوان وأحيانا إلى مسرحية ممتعه نُصفق لها ونحلق معها ولا نتمنى أن ننتهي من قراءتها أو سماعها ، ونجد على الجانب الآخر ً الكثير من الشعراء يفتقد للثقافة ( مع وضع خط تحت كلمة الكثير ) حيث نجد فقراً ملحوظاً في أبياته ونعني بهذا الفقر هنا أن تكوين الأبيات أقرب للركاكة وسوء توظيف وأحيانا نجد كلمات الشاعر نفسه يجهل معناها ، ولأن الجمهور أصبح أكثر وعياً بات يهتم بكل ما يتعلق بالشاعر وبالأخص ثقافته في القصيدة وخارجها التي يعكسها من خلال إجراء الحوارات المباشرة أو المسجلة ، وفيما يخص هذه الجزئية دعوني انقل لكم ما حدث معي شخصياً ففي إحدى المرات كنت قد ضربت موعداَ مع شاعر مشهور لإجراء مقابلة صحفية معه وعند حضوره للموعد المتفق عليه طلب مني أن نغير المكان ونذهب لمكان يوجد به شخص على ما يبدو ثمة علاقة تربط بينهما.. . لا يهم
الصدمة كانت حين بدأت بطرح الأسئلة وجدت بان هذا الشاعر قد أصر على حضور قريبه لكي يكون له سنداً في اللقاء وقد وصل الأمر بأن الشاعر قد طلب من قريبه أن يجيب على بعض الأسئلة ( صدمة ) .
نحن لا ننشد الكمال ولكن الخوض في غمار الأدب يجب أن يكون مُلماً بأبسط مقومات الثقافة وحسن التعامل مع القصيدة ومع الجمهور كذلك وبنفس الوقت لا نطالب الشاعر أن يتفرغ للقراءة ويدفن نفسه بالكتب ولكن ماذا عن القليل من هذه الأشياء ؟ سوف ينعكس ذلك بالإيجاب على الشاعر أولاً وعلى تقبل الجمهور لقصيدته .
ونجد من خلال ذلك ان الجمهور يريد الشاعر المثقف والذي يمتع حين نقرأ أو نسمع له فنجد في أبياته وقصائده ثراء كبير ومعاني كبيرة تجعلك في كل مرة تقرأ له تخرج بفائدة شاعر يفرض نفسه ويميز نفسه عن غيره ويكون مثال يستحق أن يحتذى به والارتشاف من نبعه الشعري العذب لكي نقتل الشكل باليقين ونكون بالقرب من الشعر الحقيقي ، بوجود أمثاله سوف نقول بأن الشعر بخير .. ودمتم
رابط المقال في جريدة الصباح الكويتية
http://www.alsabahpress.com/ArticleD...px?artid=52752