ما أبحث عنه في هذا الوقت شيئاً من الهدوء
بعيداً عن كتب الروايات المُزدحمِ بها
وبعيداً أيضاً عن خيوط الشبكة العنكبوتية
الذي بدأت تُشعرني بالغثيان والإكتئاب
أريد أن أدور حول نفسي سبعين دورةٍ
وأن أستيقظ على صُبحٍ جديد في عالمٍ حقيقي
أن أستمع إلى صوتٍ يأتي من خارج غُرفتي
يأذن لي بالخروج من دوامة الإمتثال للحرف والكلمة
أرغب في زعزعة الروتين الذي يُقيدني مُنذ بداية رمضان
وفي نفسي شيئاً يدعوني بأن أُسقِط كل الأحلام التي تُزدحِمُ بي
لا شيء يجد له مكاناً في نفسي هذا الوقت
سوا الفراغ الذي اتمناه طويلاً
وأن يكون خالياً من الأسماء
وأن لا يترك لأي شيءٍ مجالاً ليولد من جديد
وأن لا يعود شيئاً من الماضي في هذا الوقت
أو أن أحرقهُ زحفاً إلى الداخِل في تاريخ خُلِدت ذكراه كالنسيان
وأن لا يشفع جنوني هذا لأي أحد بأن يقترب مني أبداً
ما أتمناه أن تذوب القلوب التي كلما تذكرتني أبتسمت - حِقداً
أي مطراً سيأتي ليوقف هذا الجنون الثائر
لا شيء إلا وطنٍ أعود إليه كلما طال الإنتظار