تَمَخّضَ الليلُ طويلاً، وانبرتْ في أعماقهِ أجسادِ الغموضْ ،
اختزلتْ قواريرهُ الأسرار الصغيرة و الساذجةْ ،
في قمعِ الوقتِ المُغَلّفْ والقابلِ للترشيحِ،
يُخلف دورقاً يُرثي الفراغْ /قاعه لــ بالكادِ تتوزع في زواياهْ قطرةٍ تتعبدُ في خلّوةٍ روحانيهْ ،
تطُوف حول قِبلةْ الصمتْ كلما حاولتْ الأقدار أن تديرها حولها،!
ميلادٌ كـ أقصوصة قَصِيرة انتهت بـ أنثى قاصرةْ عن النُطقْ ،،!
مبتورةٌ أعناقِ أحلامها ، تُنازعُ اليأسْ ،
حتى إذا بلغ التراق تشبثت بخيط عنكبوت !
يهوي بها في لُجِ الضياعْ ،،!
جنّ الليلْ وقبل أن يَلْويْ ذراعهُ الفجرْ ،
وقُبيل النزفِ الباردِ في كبدهِ
أرْدَفَتْنِي الأقدارْ كـ مقولةٍ مَمْحُوةِ النُقاط..!
و مَجْذُوذةِ المَعنَى ، تفتقرُ السطرْ ، باهتةُ الحبرْ ،
أُُجْهضتْ من شفــاهٍ بلا لسانْ ،فــ تَسَربلتْ بالموتْ ،
و أتّسَمَتْ بالانهيارِ الهادئْ،
المُقتلعُ لكل الجذورْ من الأعماقِ، وتبقى الهياكلِ صامدةْ
تصرخُ الخواءُ ، الخواءْ ،!
وُلدتُ وفي فمي ملعقةٌ من الصمتِ ، وحولَ عُنقي أطواقٌ من الغُربة ،
وظهري قابلٌ للقصمِ ،
وكأنّ القدرْ حمّلهُ بـ تصاريفه عاجلاً
فكانتِ الأرضِ أوّلُ الأحضانِ وَ آخرها،
وكأنّي بتلكَ اليدِ المجهولةْ ،
أشفقتْ لترمي بي على حصيرٍ أو ما يشبههْ
ينحتُ فوق أديمِ الروحْ دهاليزِ الوجعْ،
ويرسمُ فوق الجسدِ طلاسِم هذا العُمر ومآلهْ ..!
والتي مازلتُ أجهلُ ملامحَ مَسيرتهِ و خاتمة آجالهْ ..!
27/9 /1430هــ
عذراً على قُصُورِها..!