
اشهدُ بعُمِقِ التفاصيلِ التي جَعَلَتْنِي اسْتَخِفُ بهَرْولةِ الوقتِ
وبالحَواريْ الــ غَطّاها السواد ، وبارتجافِ مَفاصِلي وارتعاشِ نبضي
وبالجماهيِر السَائِرُونْ الغافلونْ، والآخَرُونْ المُدْرِكُونْ..!
بالأعْيُنِ المُنْتصِبةِ خَلْفَ أسْوارِ الخوفِ،
وبضجيجِ الشوارعِ وإشاراتِ المرورِ
بالأخضرِ الذي يُدثرنا في لجةِ الصمتِ ،
وَيَمُدنا بكرتِ العبورِ لجسورِ الرجاءِ كيّ نَصِلَ إلينا
وبالأصفرِ الذي يَسْتَفِزُ الجنونِ /عبثاً،
فنقودُ مراكزِ الثورةِ بهمجيةٍ العُشاقِ
وبالأحمرِ الذي يُخضبنا بغمراتِ النشوةِ،
ونقفُ نَسْتَلهمُ الأضواءِ المنبثقةُ من كلينا،
اشهدُ بتلكَ المساحاتِ المنْدِيّةِ بالشوقِ
والموشُومةِ بالحنينِ، والمخطوطةُ بمتاهاتِ الأماني الفارعةُ البُعْدِ
أشهدُ بتلكَ الرجفةِ التي انتابتْ النصف من الجسدِ ،
والسكونِ الذي أنتابَ النصفَ الآخر من الشُعورِ،
بـ رفِيفِ أجنحتنا البيضاءِ صِدقاً
و بـ سَلْهمةِ الضوء خجلاً
وبأرضٍ شيّعتنا فوقها كـ إغفاءةٍ قصيرة ،،!
ثم باتتْ تَغَتابنا أبداً،
لليلِ ،
للنجمِ ،
للقمرِ
ولقناديلِ السهرْْ
إنّي أحلمْ ياقدري..!