منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - " مِنْ بُيُوت العَرّافاتْ " !
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2009, 09:43 AM   #30
خالد الداودي
( شاعر )

الصورة الرمزية خالد الداودي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 4395

خالد الداودي لديها سمعة وراء السمعةخالد الداودي لديها سمعة وراء السمعةخالد الداودي لديها سمعة وراء السمعةخالد الداودي لديها سمعة وراء السمعةخالد الداودي لديها سمعة وراء السمعةخالد الداودي لديها سمعة وراء السمعةخالد الداودي لديها سمعة وراء السمعةخالد الداودي لديها سمعة وراء السمعةخالد الداودي لديها سمعة وراء السمعةخالد الداودي لديها سمعة وراء السمعةخالد الداودي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رهيــد مشاهدة المشاركة



.
.


لا أعرف كيف يمكنني أن أكون امرأة حقيقية كباقي النساء . كيف يمكن أن أبدو , حتى لا أشعر أن أنوتثي تقدمت في العمر قبل الولادة .. وماتت في غير حضرتي .. ودفنوها بهدوء .
على الأغلب .. تظن الأنثى بأنها أنثى إذا ماتجمّلت بالأصباغ والكعب العالي ووجدت مايجعلها تقف مطوّلاً أمام المرآة .
وفي عُرفنا .. كانت الأصباغ والأحذية العالية عيب . وليس من جدار يخصني أو يكفي لمرآة . لايمكن أن أتحسس أنوثتي أو أرى نضجي .. كنت لا أراني , و كُنّا كثيرات .. في جيب غرفة واحدة .
كانت أحلام أخواتي الصغيرات تلكزني .. فأجد أن أحلامي شاخت في منتصف الثلاثين .
أحلام الصغيرات حلّقت وارتفعت .. وأحلامي قديمة لاتُباع ولاتُشترى .. ولايُفتح لها باب .

لايمكن أن أطمئن على نفسي ولا على أنوثتي .. حينما أُنعت دائماً بالكبيرة .
كان سيئاً أن أجدني مُستخدمة ومعروضة على العرّافات والكهنة .. وكل مايمليه عليّ تفكير أمي .
سيئ .. أن أجدني في محضر لتلاوة القرآن بزعم رجل أخبرهم بأن بي مس من جان !

قطعنا شوارع مُخيفة لنصل إلى العرّافة التي أوعزت إلى أمي أن أتبوّل على فأس ساخن لينفك السحر وأتزوج !
أتخيّل .. أن أنوثتي تُروى في بيوت العرّافات .. وأن أحلامي تقترب من أسطح منازلهن .
أتخيّل , أني أسمع صوت زفافي ,وأني أرى فستاني الضائع طوال أعوام .
وأعود ورائحة ثيابي سيئة !

لم يتبق من أنوثتي شيء . أعلم أن غيابها سيطول مادمتُ امرأة لايتقدم لخطبتها أحد .
يزداد الأمر سوءاً كلما تزوجت إحدى القريبات .. وكلما دُعينا لحفلة عرس . كنتُ مرغمة لأحضر . لعلّ إحداهن تُقرر شرائي .
لكني أعود بوابل من الشتائم والإهانات لأني لا أجيد التمايل والرقص .. لأني قضيت السهرة على المقعد .. لأني لا أتحدث إلا في القليل .. لأني أشياء سيئة كثيرة .

قليلة هي الفرص الآن .
كنت أحلم برجل وسيم في مقتبل الثلاثين .. ثم صرت مقتنعة بصاحب الوجه المقبول الذي يُحاكي الأربعين . والآن لا أمانع من أن يكون لي نصف رجل في الخمسين .. احتفظ بنصفه الآخر لزوجته الأولى وأبناءه .

أنوثتي لاتُزهر .. ولا تومض .. ولايبدو أنه سيسقيها أحد .
اختار أبي أن أكون شيئاً كـ رُجل . وزغردتْ أمي حينما انفك السحر ..
وخلا المساء إلا من جهنم . باقية أنا في العتمة .. باستثناء ليلة أو ليلتين ..!!
تقرر أن يتزوجني أحدهم " مسياراً " .


.
.

تدهشني قراءتكِ لأنثى
تلتصقين بها تماما

سلاما لكِ يا رهيد

خ

 

التوقيع

لســاني مرْميٌ هناك > تلعقه الارصفه ْ
عبدالرحيم فرغلي

خالد الداودي غير متصل   رد مع اقتباس