
الفراق أتٍ ...
وحُمى الرحيل ..فطنة .كالنار.. تُشعل الموت ..في هشيم قلبها..
رائحة الأدوية ... الـ تواري رائحة الكافور خلفها ...
وتكذب بهندمة ورد الشفاء على جانب السرير ...
أبداً لاتُهدء من روع .. المريض ..
الـ يرى الأيام التي ... تقف في وجه حتفه ...
ويستطيع عدها ....
الفُراق آتٍ ...
ودس أنامل القلب .. في لسان اللهب ..
لن يكتب النعيم .. إذا ماجاء الوداع ...
فالغوص في الغياب ...
لايُخفف أبداً من وطء الغرق ...
ولن يكتب لغرغرة الدمع ..
سنارة ضحك .. تنجيه من سكرة الحُزن ....حينها ..
وتصطاده في لحظة تُشبه الجنة ...
الفراق آتٍ ...
كنقطة وجعٍ صغيرة
تقف على عتبة الشهور هُناك ..
تأكل قلقها .. وتكبر ...
تجد ريح خوفها .. وتُبصرها ...
الأمنيات الـ تأتي تباعاً في صدرها ...
لاتشفع ..
رجفة البُكاء الـ تجلس على أطراف جفنها ...
لاتُخل من توازن الرحيل .. فيسقط ..
الفراق آتٍ ...
وهاهي تمتنع عن حمل وجهها ..لكي لاتُطيل النظر في أحلامهما..
وتكف عن تحسسها ... وتتحاشاها لكي لايُفاجئها فؤادها ....
بترديد أسمائها ... ويُغشى على أذنها من هول يُتمها...
الفراق آتٍ ...
وتتراجع عن وعودها ... به لقريتها ...
وتُذكرها أن تقتطع لها قبراً .. فلن تموت في موطنه...
وتخجل من خسارة رهانها ... مع النخيل ...
وتستعيد منها ظلها ... لأنها لن تستظل تحت غصن ضلعه ... كما أخبرتها ...
وتعود لتطرق باب الليل وتسترجع حصتها من السهر ...
وتعود لها وحدها .. دونه ...